فتراباً ، تكونت النطفة من تراب ، ثم عادت إلى التراب ، فهو لا يزال بعد أن أنشأه باريه من أمشاج ليبتليه فجعله سميعاً بصيراً ، اما شاكراً أو كفوراً ، في خلع ولبس ، أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد يخلع صورة ويلبس أخرى وينتقل من حال إلى حال ومن شكل إلى آخر مريضاً تارة وصحيحاً وهزيلاً وسميناً وأبيضاً واسمراً وهكذا تعتوره الحالات المختلفة ، والأطوار المتبائنة ، وفي كلّ ذلك هو هو لم تتغير ذاته وان تبدلت أحواله وصفاته فهو يوم كان رضيعاً هو يوم صار شيخاً هرماً لم تتبدل هويته ولم تتغير شخصيته بل هناك أصل محفوظ يحمل كل تلك الأطوار والصور ، وليس عروضها عليه وزوالها عنه من باب الانقلاب فان انقلاب الحقائق مستحيل فصورة المنويّة لم تنقلب دموّية أو علقية ولكن زالت صورة المني وتبدلت صورة الدم وهكذا فالصور متعاقبة