الطاعنات في السن فأن من نشأ على عقيدة وشب وشاب عليها تكون في أقصى مراتب الرسوخ والقوة ، ولا تزيله كل الشبهات والتشكيكات عنها ، وان كانت العقيدة عنده مجردة عن كل دليل بل تلقاها من الآباء والأمهات إنّا وجدنا آباءنا على أمة وإنّا على آثارهم مقتدون ، ولعل في الكلمة ( العجائز ) تلميحاً أيضاً إلى العجز عن إقامة الدليل ، فأن أهل الاستدلال والصناعات العلمية غالباً أقرب إلى التشكيك من أولئك البسطاء المتصلبين في عقائدهم غلطاً كانت في الواقع أو صواباً ولذلك كان الأنبياء ( عليهم السّلام ) يقاسون أنواع البلاء وأشد العناء في إقناع أمتهم بفساد عقائدهم وإقلاعهم عنها من عبادة الأصنام أو غيرها ، والبساطة في كل شيء أقرب إلى البقاء والدوام من التركيب والأنضمام ، والبسائط أثبت من المركبات ، لقبول الأجزاء الانحلال والتفكك ، ولعل هذا هو السبب في جعل الاعتماد في