لان الوجود لا يقبل العدم وهو منافر له وضد له بطبيعته ، مع إننا نراها بالعيان توجد وتعدم وتظهر وتفنى فلا محيص من الالتزام بأنها غير موجودة وليس الموجود إلا وجود واجب الوجود الأزلي الحق الذي يستحيل عليه العدم بطبيعة ذاته المقدسة وكل ما نراه من هذه الكائنات التي نحسبها بالوهم موجودة هي أطواره ومظاهره يفيضها ويقبضها يبقيها ويفنيها ويأخذها ويعطيها وهو المانع والمعطي والقابض والباسط وهو على كل شيء قدير وكل شيء هالك إلا وجهه ، وكل الأشياء تجلياته وظهوراته وإشراقاته وأنواره وكل الكائنات والممكنات كلها مضافة إليه بالإضافة الاشراقية لا المقولية أطرافها اثنان لا ثلاثة وسواء قلنا بان هذا البرهان صخرة صماء لا تمسه أظافر الخدشة أو ان للمناقشة فيه مجال فهو برهان منطقي على أصول الحكمة والمنطق هذا عدا ما يدعونه من الشهود