هو من الضروريات الأولية ، وقد عرفنا الضروري في بعض مؤلفاتنا بأنه ما يستلزم نفس تصوره حصول التصديق به ولا يحتاج إلى دليل وبرهان ، مثل ان الواحد نصف الاثنين فوحدة الوجود بالمعنى الذي ذكرناه لا ريب فيها ولا اشكال ، انما الأشكال والاعضال في وحدة الموجود فأن المعقول في بادئ النظر وحدة الوجود ، وتعدد الموجود المتحصل من الحدود والقيود والتعينات ، ولكن الذي طفح وطغى في كلمات العرفاء الشامخين ومشايخ الصوفية السالكين والواصلين هو وحدة الوجود ووحدة الموجود أيضاً ، وكانت هذه الكلمة العصماء يلوح بها أكابر العرفاء والأساطين في القرون الأولى كالجنيد [1] والشبلي [2] ، وأبا يزيد البسطامي [3] ، ومعروف الكرخي [4] ، وأمثالهم حتى وصلت إلى الحلاّج وأقرانه إلى ان نبغ في القرون الوسطى محي الدين العربي وتلميذاه القونوي [5]
[1] سعيد بن محمد بن الجنيد القواريري الزاهد المشهور سلطان الطائفة الصوفية توفي سنة ( 297 ) ه . [2] أبو بكر دلف بن جحدر الشبلي الخراساني البغدادي من كبار مشايخ الصوفية نقل : انه كان يبالغ في تعظيم الشرع المطهّر توفي سنة ( 334 ) ه . [3] أبو يزيد البسطامي طيفور بن عيسى الصوفي الزاهد المشهور توفي سنة ( 261 ) ه . [4] معروف بن فيروز الكرخي أبو محفوظ أحد اعلام الزهّاد والعرفاء كان من موالي الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) توفي ببغداد سنة ( 200 ) ه ، . انظر تنقيح المقال ج 3 ص 228 الأعلام ج 2 ص 1056 ط مصر . [5] أبو المعلي صدر الدين محمد بن اسحق الشافعي القونوي صاحب التصانيف توفي سنة ( 673 ) ه .