الحكاية عن تلك الذات المقدّسة المحتجبة بسرادق العظمة والجبروت وغيب الغيوب ( يا من لا يعلم ما هو إلا هو ) وذلك العقل الكلي أو الصادر الأول ( ما شئت فعبّر ) أو الحقيقة المحمدية متصلة بمبتدئها غير منفصلة عنه ، لا فرق بينك وبينها ألا انهم عبادك وخلقك ؛ بدؤها منك وعودها إليك ، ( أنا أصغر من ربي بسنتين ) والكل وجود واحد ممتد بلا مدة ولا مادة ، من صبح الأزل إلى عشية الأبد بلا حد ولا عد ، ولا بداية ولا نهاية ، ومن المجاز البعيد ، وضيق خناق الألفاظ قولنا : هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، وجوده قبل القبل في أزل الآزال ، وبقائه بعد البعد من غير انتقال ولا زوال . همه عالم صداي نغمه اوست * كه شنيد اين جنين صداي دراز [ مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ] [2] وذلك النفس الرحماني والعقل الكلي ، والصادر الأول - هو كتاب الله التكويني - الذي لا مفاد لكلماته [ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ] ( 3 ) ولو أردنا التوسع في هذه الغوامض والأسرار أو كشف الرموز عن هذه الكنوز ملأنا القماطير بالأساطير ولم نأتِ إلا بقليل من كثير . ( مثنوى هفتاد من كاغد شود ) ولكن ما ذكرناه مع غاية ايجازه لعله كاف للمتدبر في اثبات المعنى الصحيح ( لوحدة الوجود ) وانه مترفّع الأفق عن الإنكار والجحود ، بل
( 1 ) سورة لقمان آية : 28 . [2] سورة الكهف آية : 109 .