والقيصري ( 6 ) فجعلوها فناً من الفنون والمؤلفات الضخام كالفتوحات المكية وغيرها ، والمتون المختصرة كالفصوص والنصوص التي شرحها ونقحها صدر الدين القونوي ، وانتشرت وعند عرفاء القرون الوسطى من العبر كابن الفارض وابن عفيف التلمساني ( 1 ) وغيرهما ، ومن الفرس كثير لا يحصى عددهم كالعطار ( 2 ) والهاتف ( 3 ) والجامي ( 4 ) وأضرابهم وأحسن من أبدع فيها نظماً العارف التبريزي الشبستري في كتابه المعروف ( كلشن راز ) وخلاصة هذه النظرية ان تلك الطائفة لما أرادوا ان يبالغوا ويبلغوا أقصى مراتب التوحيد الذي ما عليه من مزيد ، وان لا يجعلوا للحق شريكاً لا في الربوبية كما هو المعروف عند أرباب الأديان بل نفوا الشريك له حتى في الوجود فقالوا لا موجود سوى الحق ، وهذه
( 1 ) داودين محمود الرومي الساوي نزيل مصر صاحب شرح فصوص الحكم القيصري توفي سنة ( 751 ) ه . ( 2 ) شمس الدين محمد بن سليمان بن علي المعروف ب ( ابن العفيف التلمساني ) وب ( الشاب الظريف ) . شاعر مترقق مقبول الشعر ولد سنة ( 661 ) ه وتوفي سنة ( 688 ) ه الاعلام ج 33 ص 902 . ( 3 ) فريد الدين محمد بن إبراهيم النيشابوري المعروف ب ( الشيخ العطار ) صاحب الأشعار والمصنفات في التوحيد والمعارف توفي سنة ( 627 ) ه . ( 4 ) الهاتف هو السيد احمد الإصفهاني الشاعر المشهور توفي سنة ( 1198 ) ه والهاتفي هو المولى عبد الله ابن أخت الجامي توفي سنة ( 927 ) ه . ( 5 ) المولى عبد الرحمان الجامي الدشتي الصوفي النحوي المنتهي نسبة إلى محمد بن الحسن الشيباني وهو صاحب شرح الكافية في النحو توفي سنة ( 898 ) ه وقد يطلق الجامي على أبي نصر احمد بن محمد البجلي المعروف ( زنده بيل ) أحد مشايخ الصوفية توفي حدود سنة ( 536 ) ه .