responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 206


الكلي والصادر الأول ( أول ما خلق الله العقل ) الحديث وهو العقل الكلي الخارجي العيني لا الكلي الذهني المفهومي وهو ظل الله وفيضه الأقدس نعم هو ظل الله الممدود من سماء الجبروت عالم السكون المطلق ومركز الثبات ، إلى عالم الملك والملكوت والناسوت موطن التغيّر والحركات ، ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ، وهذا هو وجه الله الكريم الذي لا يفنى ولن يفنى أبداً وهو اسم الله العظيم الأعظم ونوره المشرق على هياكل الممكنات الذي يطلق عليه عند الحكماء بالنفس الرحماني وعند العرفاء بالحق المخلوق به ، وفي الشرع رحمته التي وسعت كل شيء والحقيقة المحمدية ، والصادر الأول ( أول ما خلق الله نوري ) وهو الجامع لكل العوالم عالم الجبروت والملكوت والملك والناسوت ، وجميع العقول المفارقة والمجردة والمادية الكلية والجزئية عرضية وطولية ، والنفوس كذلك كلية وجزئية والأرواح والأجسام والمثل العليا ، وأرباب الأنواع التي يعبّر عنها في الشرع بالملائكة والروح الأعظم الذي هو سيد الملائكة ورب نوعها . كل هذه العوالم صدرت من ذلك الوجود المطلق والمبدأ الأعلى الذي هو فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى قوة وشدة وعدة ومدة ، أوجد عز شأنه ذلك الصادر الأول الجامع لجميع الكائنات والوجودات الممكنات ، أوجده بمحض المشيئة ، وصرف الإرادة في أزل الآزال إلى أبد الآباد [ وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ] [1] والتشبيه من ضيق نطاق الألفاظ ، وإلاّ فالحقيقة أدق وارق من ذلك وهو المثل الأعلى الحاكي بنوع من



[1] سورة القمر آية : 50 .

206

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست