responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 205


كل الأشياء وليس بشيء من الأشياء ) والتوحيد الكامل ( رد الكثرة إلى الوحدة والوحدة إلى الكثرة ) وهذ الوجود الخارجي من أعلى مراتبه الوجوبيّة إلى أخس مراتبه الامكانية وهي الهيولي [1] التي لها أضعف حظ من الوجود وهي القوة القابلة لكل صورة ولعلها هي المشار إليها في دعاء السمات وانزجر لها العمق الأكبر كله واجبة ممكنة ومادية ومجردة حقيقة واحدة وان اختلف في القوة والضعف والوجوب والامكان والعلية والمعلولية ولكن كل هذا الاختلاف العظيم لا يخرجه عن كونه حقيقة واحدة ولا يصيره حقائق متبائنة وان كان بالنظر إلى حدوده ومراتبه متعدداّ ومتكثراّ ولكن حقيقته من حيث هي واحدة لا تعدد فيها ولا تكثر ألا ترى ان الماء من حيث أنواعه وأصنافه ما أكثره وأوسعه فماء السماء وماء البحر وماء النهر وماء البئر وهكذا ولكن مهما تكثّرت الأنواع وتعددت المصاديق فحقيقة الماء وطبيعته في الجميع واحدة وهكذا سائر الماهيات والطبائع إذاً فوحدة الوجود بهذا المعنى تكاد ان تكون من الضروريات التي لا تستقيم حقيقة التوحيد إلا بها ولا تنتظم مراتب العلة والمعلول والحق والخلق إلا بها فالوجود واحد مرتبط بعضه ببعض من أعلى مراتبه من واجب الوجود نازلاً إلى أدناها وأضعفها وهو الهيولي التي لا حظ لها من الوجود سوى القوة والاستعداد ثم منها ساعداً إلى المبدأ الأعلى والعلة الأولى منه المبدأ واليه المعاد ، ثم ان أول صادر منه وأقرب موجود إليه هو العقل



[1] ذكرنا في هامش ترجمة مسائل القندهارية : معنى الهيولي ومرتبتها انظر صفحة 11 - 17 من هذا الكتاب .

205

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست