الملقب بالفياض ( 4 ) . انعكس الأمر وأقيمت البراهين الساطعة على إصالة الوجود ، وان الماهيات جميعاً اعتبارات صرفة ينتزعها الذهن من حدود الوجود اما الوجود الغير المحدود كوجود الواجب جل شأنه فلا ماهية له بل ( ماهيته آنيته ) وقد ذكر الحكيم السبزواري ( رحمه الله ) ( 5 ) في منظومته البراهين القاطعة على إصالة الوجود مع انه من أوجز كتب الحكمة فما ظنك بالاسفار وهي أربع مجلدات بالقطع الكبير ، ويكفيك منها برهان واحد وهو اختلاف نحوي الوجود حيث نرى بالضرورة والوجدان ان النار مثلاً بوجودها الذهني لا يترتب عليها شيء من الآثار من احراق وغيره بخلاف وجودها الخارجي ، ولو كانت هي المتأصلة في كلا الوجودين لترتبت آثارها ذهناً وخارجاً واليه أشار في المنظومة بقوله : ( وإنه منبع كل شرف ) ( والفرق بين نحوي الكون يفي ) وحين أسفرت الأبحاث الحكمية عن هذه الحقيقة الجلية من إصالة الوجود الخارجي الغير المحدود نعبر عنه بواجب الوجود جلت عظمته يستحيل ان يفرض له ثاني . فان كل حقيقة بسيطة لا تركيب فيها يستحيل ان تتثنى
( 1 ) المولى عبد الرزاق اللاهيجي العالم الحكيم المحقق المدقق صاحب التصانيف الجيدة توفي سنة ( 1051 ) ه قد كتبنا في ترجمته رسالة مستقلة لم تطبع . ( 2 ) المولى هادي بن مهدي السبزواري من أكبر حكماء الإمامية الفيلسوف الفقيه العارف صاحب التصانيف الجليلة ولد سنة ( 1212 ) ه ، وتوفي سنة ( 1289 ) ه انظر المآثر والآثار ص 147 ط طهران .