أشكل بها على التوحيد زاعماً انه ما المانع من أن يكون في ظرف التحقق ونفس الأمر والواقع هويتان مجهولتا الكنه والحقيقة ؛ بسيطتان متباينتان بتمام ذاتيهما وينتزع وجوب الوجود من كل منهما ويحمل على كل واحد منهما من قبيل خارج المحمول لا المحمول بالضميمة لان ذات كل منهما بسيطة لا تركيب فيها إذ التركيب يلازم الامكان وقد فرضنا وجوب كل منهما وقد أعضلت هذه الشبهة في عصره على أساطين الحكمة واستمر اعضالها عدة قرون حتى صار يعبر عنها كما في أول الجزء الأول من الاسفار ( افتخار الشياطين ) وسمعنا من أساتذتنا في الحكمة ان المحقق الخونساري [2] صاحب ( مشارق الشموس ) الذي كان يلقب بالعقل الحادي عشر ، قال : لو ظهر الحجة ( عجل الله فرجه ) لما طلبت معجزة منه إلا الجواب عن شبهة ابن كمونة ولكن في القرن الحادي عشر الذي نبغت فيه أعاظم الحكماء كالسيد الداماد [1] ، وتلميذه ملا صدرا ( 2 ) ، وتلميذيه الفيض ( 3 ) واللاهيجي صاحب الشوارق
[1] الحسين بن محمد الخونساري المحقق علامة زمانه في العلوم له مؤلفات نافعة ولد سنة ( 1016 ) ه ، وتوفي سنة ( 1098 ) ه . [2] مولانا محمد باقر الحسيني الشهير ب ( الداماد ) سيد الحكماء ومن أعظم رؤساء الدين له مقام شامخ في العلوم ومرتبة سامية في الفقاهة والرياسة والسياسة له مؤلفات نفيسة توفي سنة ( 1041 ) ه ، انظر سلافة العصر ص 485 - 487 ط مصر . الاعلام الزركلي ج 3 ص 868 ط مصر . ( 3 ) محمد بن إبراهيم صدر الدين الشيرازي الشهير ب ( ملا صدرا ) و ( صدر المتألهين ) أكبر فيلسوف عارف متشرع أعلم حكماء الاسلام وأفضلهم وهو إمام من تأخر عنه واقتفى أثره كل من نشأ بعده من حكماء الإمامية توفي سنة ( 1050 ) ه انظر روضات الجنات ص 331 ط 1 - طهران . ( 4 ) محمد بن مرتضى الشهير ب ( ملا محسن القاشاني ) الفقيه العارف المحقق الحكيم المتأله صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة توفي ( 1091 ) ه انظر الكنى والألقاب للقمي ج 3 ص 32 - 33 ط صيدا .