النفس والقائها في التهلكة ولا دليل لنا يخرجها عنها في المقام ولكن الذي ينبغي ان يقال بالقول الصريح ان من قطعيات المذهب الإمامي ومن مسلمات هذه الفرقة الحقة الاثنا عشرية . ان فاجعة الطف والواقعة الحسينية الكبرى واقعة عظيمة ونهضة دينية عجيبة والحسين ( ع ) رحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة ووسيلة الوسائل والشفيع الذي لا يرد وباب الرحمة الذي لا يسد [1] . وإني أقول ان حق الأمر وحقيقة هذه المسألة انما هو عند الله جل وعلا ولكن هذه الاعمال والأفعال ان صدرت من المكلف بطريق العشق الحسيني والمحبة والوله لأبي عبد الله ( ع ) على نحو الحقيقة بالطريقة المستقيمة وانبعثت من احتراق الفؤاد واشتعال نيران الأحزان في الأكباد بمصاب هذا المظلوم ريحانة الرسول ( ص ) المصاب بتلك الرزية بحيث تكون
[1] وقد خدم ( ع ) الدين بنهضته المقدسة وأحيى التوحيد في العالم بتلك التضحية العظيمة ولولا شهادته لم تقم للإسلام قائمة فأن الأحقاد القديمة من بني أمية وتلك الضغائن الخبيثة من تلك الشجرة الملعونة نهضت على محو الدين الإسلامي الذي ظهر من أسرة عريقة بالمجد والشرف أعني البيت الهاشمي البازغ منهم شمس الرسالة والنبوة ، فلو أرخينا عنان القلم نحو الوجهة التاريخية وما كان للأمويين من النيات الممقوتة في هدم الإسلام لخرجنا عن الغرض المقصود في هذه الرسالة وهي ترجمة الكلمات المترشحة من قلم سماحة الإمام دام ظله . ولكن أستطيع ان أقول أيها القارئ العزيز على الأجمال : ان بني أمية سلكوا في سياستهم الغاشمة في هدم الإسلام ونسفه المسلك والشرعة التي علمها لهم رئيسهم ورئيس المنافقين والزنادقة أبو سفيان - في تلقينه لهم تعاليمه الجاهلية ونزعاته الأموية حين دخل على عثمان بعد ان ولى الخلافة وخاطبهم بكلامه المعلن بكفره ونفاقه وقال : ( يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة والذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرنَّ إلى صبيانكم وراثة ) وقال لعثمان أدرها كالكرة واجعل أوتادها بني أمية فأنما هو الملك ولا أدري ما من جنة ولا نار . وأتى قبر = حمزة سيد الشهداء ( ع ) فركله برجله ثم قال : يا حمزة ان الأمر الذي كنت تقاتلنا عليه بالأمس قد ملكناه اليوم وكنا أحق به من تيم وعدي . القاضي الطباطبائي