responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 21


خالية ومبراة من جميع الشوائب والتظاهرات والأغراض النفسانية فلا يبعد أن يكون جائزاً بل يكون حينئذ من القربات واجل العبادات وعلى هذا يحمل ما صدر من الاعمال ونظائر هذه الافعال من أهل بيت العصمة والطهارة ( ع ) مثل ما نقل عن العقيلة الكبرى والصديقة الصغرى زينب ( ع ) من « انها نطحت جبينها بمقدم المحمل حتى سال الدم من تحت قناعها » [1] . ومثل ما ورد في زيارة الناحية المقدسة في وصف مخدّرات أهل البيت عليهم السًلام « للشعور ناشرات وللخدود لاطمات » ، ولكن هذا المعنى الذي أشرنا إليه لا يتيسر لكل أحد وليس شرعة لكل وارد ولا مطمع لكل طامع ولا يحصل بمحض الادعاء والتخيل فإنّه مرتبة عالية ومحل رفيع ومقام شامخ منيع وأغلب الاشخاص الذين يرتكبون هذه الأمور والكيفيات لا يأتون بها إلا من باب التظاهر والمراآت والتحامل



[1] البحار للعلامة المجلسي ج 10 ص 220 طبع أمين الضرب باختلاف يسير في العبارة ويكفي في الاعتماد بهذا الخبر نقل المجلسي له عن بعض الكتب المعتبرة ولهذا اعتمد سماحة شيخنا الإمام دام ظله عليه أيضاً في المقام فدع عنك ما يظهر من كلمات بعض من يدعي التتبع من المناقشة في هذا الخبر فإنه مناقشة واهية لا وجه لها سوى الاستبعاد المحض الذي لا يعبأ به بعد ما عرفت من كلام سماحة الإمام دام ظله الوجه في فعل الصديّقة الصغرى زينب ( ع ) . وزينب الكبرى هي عقيلة بني هاشم وهي الصديّقة الصغرى عالمة أهل البيت عليهم السًلام وكريمة أمير المؤمنين ( ع ) وأمها الصديقة الكبرى سيدة نساء العالمين وهي شريكة الحسين ( ع ) في إبادة كبرياء الظالمين واطفاء نائرة سلطتهم الجائرة ولولاها لأنقرضت سلالة العترة الطاهرة ، وهي وحيدة عصرها في الصبر والثبات وقوة الأيمان والتقوى والعفاف وفي الفصاحة كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين ( ع ) وأوصى أخوها إليها بجملة من وصاياه وأنابها السجاد ( ع ) نيابة خاصة في بيان الأحكام وكان ما يخرج عن علي بن الحسين ( ع ) من علم ينسب إلى زينب ( ع ) تستراً على الإمام السجاد ( ع ) وذكرها علماء الرجال من الفريقين في كتبهم وأفرد بعضهم في حقها مؤلفاً خاصاً ككتاب ( السيدة زينب ) وكتاب ( زينب الكبرى ) للعلامة النقدي ( ره ) وكتاب ( الطراز المذهّب ) بالفارسية لولد صاحب ناسخ التواريخ وقد خلط مؤلفه فيه الصحيح بالسقيم ولا ينبغي الاعتماد عليه من غير تثبت وتحقيق . وصنفت الدكتورة بنت الشاطئ كتاب ( بطلة كربلاء زينب بنت الزهراء ) وهو عدد 11 لسنة ( 1371 ) ه‌ من كتب الهلال التي هي سلسة شهرية تصدر عن دار الهلال بالقاهرة وكتاب ( زينب عقيلة بني هاشم ) . وغير ذلك من المؤلفات الخاصة في حق هذه العقيلة التي هي في المقدمة بين الأنقياء المجاهدين والطيبات والطيبين من آل البيت النبوي الذين ضحوا في سبيل الحق والعدالة واصلاح زيغ البشرية واحتملوا من المآسي ما كان له أثره الخالد ووقعه العظيم في التاريخ الإسلامي . وفي مدفنها وتأريخ وفاتها آراء وأقوال شتى لم اهتد إلى تحقيقها والتحري الدقيق فيها كي تطمئن النفس بأحداها لقلة المصادر ولأسباب أخرى قيل انها ولدت في حياة النبي ( ص ) من غير ذكر سنة الولادة كما في الإصابة وغيرها ، وقيل ولدت في الخامس من جمادى الأولى في السنة الخامسة للهجرة وهو الراجح في نظري ، وقيل في السنة السادسة وقيل في الرابعة ، وتوفيت نحو سنة ( 65 ) ه‌ كما ذهب إليه الزركلي في الأعلام ج 1 ( 351 وعمر رضا كحالة في اعلام النساء ج 1 ( 508 وفي الأخير انها دفنت بمصر واليه ذهب جمع من علماء أهل السنة ، وذهب العلاّمة الشهرستاني في نهضة الحسين ( ع ) إلى انها توفيت في نصف رجب سنة ( 65 ) ه‌ ، وقيل انها لم تمكث بعد أخيها إلا يسيراً وتوفيت بعد ورود المدينة بثمانين يوماً وان قبرها بها ، كما في تنقيح المقال ج 3 - فصل النساء ص 80 واستظهر صاحب كتاب أعيان الشيعة ج 33 - ص 207 - 210 ط بيروت أيضاً ان قبرها بالمدينة وقيل انها توفيت في النصف من رجب سنة ( 62 ) ه‌ بمصر كما ذهب إليه العبيدلي في رسالة ( الزينبات ) المنسوبة إليه وقيل انها توفيت في إحدى قرى الشام ودفنت بها وهذا القول بعيد عن الصواب فأن الألسن تلهج في سبب ذلك بحديث ( حديث المجاعة ومجئ عبد الله بن جعفر مع زينب ( ع ) إلى الشام ) لا أثر له في صفحات التأريخ = والسير ، وما ذكره العبيدلي من تاريخ وفاتها ومدفنها بمصر بعيد أيضاً للقرائن التي لا يسعنا المجال ولا المقام لذكرها ، والحق ان لهذه السيدة شباهة تامة لأمها الصديّقة الطاهرة ( ع ) في اختفاء قبرها ومدفنها سلام الله عليهما .

21

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست