تعرضه خطرات الوسواس فتكون حجر عثرة في طريقه إلى مشاهدة الحق وتكدر عليه ذلك الصفا المتجلى عليه من أشعة تلك اللمعات والصفا هو الصخرة التي وقف عليها نبي الرحمة في أول دعوته الناس إلى التوحيد ، والدخول في دين الإسلام ، والتخلي عن عبادة الأصنام ، وما بين الصفا والمروة هو الموقع الذي سعت فيه هاجر أم إسماعيل سبع أشواط في طلب الماء لولدها الذي تركته في المسجد الحرام حول الكعبة ولما أيست رجعت لولدها ، رجعت إليه فوجدت ماء زمزم قد نبع من تحت قدميه ثم بعد اكمال السعي يقصر من شعره ، ولعله إشارة إلى ان السالك إلى الحق مهما جد في المسير ، فان مصيره ومنهاه إلى القصور في شعوره ، أو التقصير ، فإذا عرف قصوره ، واعترف به ، حل من احرامه ، وأحل الله له الطيبات التي حرمها عليه ، ورجع من الحق إلى الخلق ، وهو أحد الأسفار الأربع ، والى هنا تنتهي عمرته ، ثم يوم الثامن يوم التروية يعقد الإحرام ثانياً ، وهو احرام الحج ، ويتوجه إلى منى وقبل الظهر يوم التاسع يكون في عرفات من الظهر إلى غروب الشمس ، ثم يفيض إلى المشعر ، وقبل طلوع الشمس يعود إلى منى ، فيأتي بمناسكها الثلاثة الرمي ، والذبح ، والحلق يوم عيد الأضحى ، وبعد الحلق يحل من كل ما حرم عليه بالحرام إلا الطيب ، والصيد ، والنساء ، ثم يعود إلى مكة ، لإحرام الحج ويحل له بعده الصيد ، والطيب ؛ ثم يعود إلى منى ويبيت فيها ليالي النفر ؛ الحادية والثانية عشر ويرمي الجمرات في اليومين ، أو الثلاث بعد الأضحى ثم يطوف طواف النساء فتحل له وهنا تنتهي اعمال الحج والمناسك بأجمعها وفي كل واحد من هذه الأعمال رموز وأسرار وحكم ومصالح لو أردنا شرح