حقه كالرأسمالية [ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ] [2] انظر سعة نظر التشريع الاسلامي وعنايته بسد الحاجة وتدارك مواضع الضعف في الأمة فيما فرض من الزكاة وتعيين مصرفها ومستحقيها فجعل الفقراء والمساكين في الدرجة الأولى ثم للعاملين في جبايتها ثم للمدينين الذين لا يستطيعون وفاء دينهم ثم الاسراء والعبيد وعتقهم ثم أبناء السبيل المنقطعين في الغربة والمؤلفة قلوبهم وفي سبيل الله أي المصالح العامة كبناء القناطر والمدارس والمعاهد والمعابد وتعبيد الطرق وأمثال ذلك فرض الله الفقراء العاجزين عن تحصيل ما يمونهم وعيالهم لنقص في أبدانهم من مرض ونحوه أو عدم مواتاة الحظ لهم ( أن صح انّ شيئاً يسمى الحظ له شيء من التأثير في المقادير ) نعم فرض الله الزكاة وقرنها بالصلاة اهتماماً بها في زهاء عشرين آية متفرقة [ أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ] أربع منها في سورة البقرة [1] ثم تكررت في عامة سور الطوال ، والمفصل والقصار وآخرها في سورة البينة آخر القرآن [ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] ( 2 ) وفي الجميع قدمت الصلاة على الزكاة إلا في آية واحدة [ قدْ أَفلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ] ( 3 ) لنكتة معلومة ، ولكن في الحديث ما يشير إلى انه تعالى ربط الزكاة بالصلاة للدلالة على ان من لا زكاة له لا صلاة له ، يعني ان من وجبت عليه زكاة في أمواله
[1] سورة البقرة آية : 143 . [2] سورة البقرة آية : 43 - 83 - 110 أيضاً سورة البقرة آية : 177 [ أقام الصلاة وآتى الزكاة ] أيضاً سورة البقرة آية : 277 [ أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ] . ( 3 ) سورة البينة آية : 50 . ( 4 ) سورة الأعلى آية : 14 - 15 .