responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 175


بمرتبتها العليا هي صفة الحق جلّ شأنه والأمثل فالأمثل من الأنبياء والمرسلين ، والأوصياء والصديقين ، ولعلها في بعض البشر من الغرائز والمواهب لا تحصل بالطلب والكسب كصفاء اللؤلؤة واشراق الشمس وفيض الينابيع ، ومثلها رذيلة البخل قد تكون طبيعية في بعض البشر وغريزة وهناك أوساط ونفوس ساذجة ليس في جبلتها هذا ولا ذاك فيؤثر فيها المحيط والتربية ، والأفران فضيلة أو رذيلة ، وما من شريعة من الشرائع ، ولا دين من الأديان ، ولا كتاب من الكتب قد حثَّ وبعث وبالغ في الدعوة إلى الإحسان والمعروف وبذل المال في سبيل الخير مجاناً لوجه الله تعالى كشريعة الإسلام وكتابها المجيد ، وقلما تجد سورة من سور القرآن ولم يتكرر فيها طلب الأنفاق والوعد بالأجر العظيم له خذ أول سورة بعد الفاتحة وهي أوسع سورة بعد الفاتحة وهي أوسع سورة تضمنت التشريع الاسلامي وعامة فرائضه من الصلاة والصوم والزكاة والحج والنكاح والرضاع والطلاق والمعاملات والديون والرهن والقصاص والديات وغير ذلك ، افتتح البارئ جل شأنه هذه السورة بالإنفاق ، وقرنه بالايمان بالله ، وبأهم دعائم الاسلام وهي الصلاة فقال : [ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهمْ يُنفِقُونَ ] [1] ثم قال جلَّ شأنه فيها بعد جملة آيات [ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ ] [2] ، ثم قال بعد فصول طويلة ، وبيان احكام كثيرة [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ



[1] سورة البقرة آية : 3 .
[2] سورة البقرة آية : 177 .

175

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست