( الزكاة والاشتراكية الصحيحة ) والتعاون في الاسلام لما قضت العناية الأزلية ، والحكمة البليغة لبقاء هذا النوع ( البشر ) ان يكونوا مختلفين غير متساويين في القوى والملكات والافهام والذكاء كاختلافهم في الأخلاق والصفات ، والخلق والهيئات ، وكاختلافهم في الغنى والفقر ، والسعادة والشقاء ، ولو كانوا جميعاً في رتبة واحدة من الذكاء والفقر والغنى والسعادة والعنا لهلكوا جميعاً ، والى هذا أشار الإمام الجواد ( عليه السّلام ) في كلمة موجزة من أبلغ الكلمات القصار ، حيث يقول : ( لو تساويتم لهلكتم ) ، وهذا جلي واضح لا حاجة إلى ايضاحه ، ولكن لازم هذا الاختلاف الواسع والتباين الشاسع لحفظ بقاء النوع هو التعاون مع رعاية التوازن ، والتعاون ضرورة من ضرورات الحياة ، وهو في الجملة غريزة وطبيعة قضت به حاجة بعضهم إلى بعض ، وتبادل المنفعة وتكافئ المصالح ، وبه يتم النظام ، وتحفظ الهيئة الاجتماعية ، وهذا التعاون التي تدفع إليه الحاجة وتدعو له الضرورة هو في غنى عن الحث والبعث إليه وانما الذي يحتاج إلى التشريع والبعث إليه هو التعاون بلا عوض , وعمل الخير والاحسان ؛ وصنع المعروف لوجه الله ، وفي سبيل الله ، لجميع عباد الله ، للفقير والغني ، والعاجز والقوي ، للمؤمن والكافر ، وهذه الفضيلة هي فضيلة الجود والسخاء التي يقابلها رذيلة الشح والبخل فالكرم عطاء بلا عوض ، وبذل من دون نظر إلى الاستحقاق وعدمه ، والبخل المنع حتى مع الاستحقاق ، والأولى هي