الطهارة أعني الطهارة المائية ، ولم نتعرض لبدلها ، وهو الطهارة الترابية لأن الذي يظهر من الأخبار ان الغرض منها محض التعبد وإطاعة الأمر ، ولكن يمكن أن يكون فيها مضافاً إلى ذلك فائدة للمحدث في إزالة الحدث ولو بالنسبة إلى تخفيفه وإزالة مرتبة منه ، وقد حققنا في بعض مؤلفاته ان الحدث الحاصل من الأسباب المعروفة أقرب تمثل له هو الظلمة الحاصلة في البيت ، هو ظلام وانقباض وكدر يحصل في البدن والطهارة كنور يطرد ذلك الظلام ، ويزيل ذلك الكدر ، ويبدله بالصفاء ، ولعل إلى هذا يشير ما في بعض الأخبار من ان تجديد الوضوء نور على نور ، وكما ان النور له مراتب ، ويقبل الشدة والضعف ، فكذا الظلمة وما يشبهها من الحدث وهذا واضح جلي ، بان حدث الحيض والجنابة أشد من حدث المس والاستحاضة فضلاً على الأحداث الصغرى كالنوم والبول ، وكما ان الأحداث تختلف في مراتبها ضعفاً وشدة فكذا روافعها أعني النور الحاصل أيضاً يختلف قوة وضعفاً ، فالغسل هو الرافع الأعظم الأعلى والوضوء هو الأصغر والأدنى ، ويجوز أن يكون مس التراب والأرض وهي ( أمنا الحنون ) كما في بعض الأخبار وهي التي نشأنا منها واليها نعود كما المعنى إلى لمحة من هذا في رسالتنا ( الأرض والتربة الحسينية ) والتي تختلف أيضاً في الشرف والقداسة كأرض الكعبة والتربة الحسينية ، وارض المساجد المعظمة ، ومراقد الأئمة والعلماء التي يحرم تنجيسها ، وهتك حرماتها ، حرمة مؤكدة ، ولا سيما تربة الحسين ( عليه السّلام ) وهي تربة الشفاء وتربة السجود وتربة الدفن كي تنجي من عذاب البرزخ ، وقد أشرنا إلى نبذة من خواصها وأسرار عظمتها في تلك الرسالة ، وإنما الغرض