الحي نفذت حالاً في جميع مسامات بدنه من دون أدنى تأخير في البين وتسري إلى دمه ويصير هذا سبباً لابتلائه بأنواع الأمراض الجسمانية أو النفسانية من الأخلاق الرذيلة والملكات القبيحة والصفات الخبيثة ، والحق سبحانه وتعالى بمقتضى رأفته ورحمته على عباده وحسب حكمته البالغة وعطوفته الشاملة في حق عبيده شرع جميع التكاليف في حقهم لجهة من المصالح الموجود فيها والحكم الدنيوية والآخروية الكامنة فيها ، وهو جلَّ شأنه يعلم بعلمه الأزلي ان القالع لتلك الجواهر الخبيثة والمواد الفاسدة والقامع لها من أساسها سواء من بدن الميت أو الانسان الحي المباشر لبدن الميت واللامس له ليس إلا الماء . ولذا ورد في بعض الأخبار بهذا المضمون ( ما خلق الله لعباده نعمة أعظم من الماء ) .