وبفسادهما تفسد البخارات السارية والدسوم المنتشرة في البدن لأنفصال تلك الروح المحافظة لجميع شؤون البدن ومواده ، ومن الممكن ان يقال حينئذ ان في تلك الأبخرة والدسوم جواهر في غاية الدقة واللطافة ، وجراثيم في نهاية الرقة والنفوذ التي يعبر عنها في لسان الفلسفة الطبيعية الجديدة ( ميكروبات ) وهذه الجواهر اللطيفة الفاسدة هي في الحقيقة جواهر الموت بناء على ما هو التحقيق من ان الموت والحياة أمران وجوديان لا أنهما وجود وعدم كما يدل على ذلك قوله تعالى : [ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ] [1] وهذه الجواهر الشفافة من غاية لطافتها والنفوذ الموجود فيها إذا مسها بعض أعضاء الانسان