responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 238


( 1 ) فصل وأصل قد تلونا عليك ما هو المعلوم لديك من أن هذه الأجسام من الإنسان والحيوان لا تعيش ولا تمتد حياتها إلا بدعائم الحياة الثلاث الهواء ، والماء ، والغذاء ، وما يلزمها من الحركة ، والحرارة والضياء ، ولكن لعلك تحسب ان الغذاء الذي نعيش به هو بذاته وصورته يكون جزء من أبداننا ومقوماً لأعضائنا وأنسجتنا كلاً فان هذا الوهم يذهب شعاعاً عند أول نظرة عن تدبر وفكرة وذلك ان كسرة الخبز التي نأكلها وفدرة اللحم التي نمضغها وتدخل في جوفها تعتور عليها عدة صور تخلع صورة وتلبس أخرى من الكيموس إلى ان تصير دماً ، ثم توزعه العناية الكبرى المدبرة للكائنات والمربية للعوالم تلك العناية التي تحير العقول وتدهش الألباب ، فتجعل من ذلك الدم لحماً وعظماً وشحماً وعصباً وأليافاً وعروقاً وكبداً وقلباً ورئة وطحالاً إلى آخر ما يحتوي ويتكون منه هذا الهيكل الانساني والجسد الحيواني ، اضرب بأجواء فكرك ما اتسع لك التفكير واعرف سر قولهم عليهم آلاف التحية والتسليم ( تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة ) فكر وكبر عظمة المبدع كيف أنشأ من كسرة الخبز التي نأكلها سبعين نوعاً من الأنواع المختلفة والأجناس المتبائنة : فأين العظم من اللحم ، وأين الشحم من الغاز وأين الغاز من المخ ، وأين المخ من الشعر ، وهكذا وهلم جراً .
كل هذا تكوّن من لقمة الخبز التي نأكلها ، فهل في لقمة الخبز كل هذه

238

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست