responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 239


الأنواع مندمجة مطوية ؟ أم انقلبت وتحولت من صورة إلى صورة ومن حقيقة إلى أخرى ؟ أو انها كانت معدة للنطفة بأن تفيض العناية إليها صورة العلقة والمضغة وهكذا حتى تصير انساناً كاملاً ؟ كل ذلك مما تقف عنده العقول حائرة خاسرة مهما سطروا وحرروا ، وألفوا وصنفوا ، فأنهم دون الحقيقة وقفوا ، ولكن مهما تغلغل الأمر والواقع في مجاهل الغيب والخفاء فأن من الواضح الجلي انّ تلك اللقمة التي تدخل في جوفنا وتتصرف بها المشية تلك التصاريف المتنوعة لم تدخل هي في كياننا ، ولم تصر جزءاً من أجسامنا ، بل تطورت عدة أطوار وتعاورتها صورة بعد صورة ، دخلت في معامل مكانيكية وتحليلات كيمياوية إلى أن بلغت هذه المرحلة ونزلت من أجسامنا بتلك المنزلة ، فلو ان مؤمناً أكل كل لحم في بدن الكافر ، أو أكل الكافر كل لحم في بدن المؤمن فلا لحم الكافر صار جزءاً من بدن المؤمن ولا لحم المؤمن دخل في بدن الكافر ، بل اللحم لما دخل في الفم وطحنته الأسنان وهو الهضم الأول زالت الصورة اللحمية منه وارتحلت إلى رب نوعها حافظ الصور واكتست المادة صورة أخرى ، وهكذا صورة بعد صورة ، ومن القواعد المسلمّة عند الحكماء بل عند كل ذي لب : إنً الشيء بصورته لا بمادته إذاً فأين تقع شبهة ( الآكل والمأكول ) ؟ وكيف يمكن تصويرها وتقريرها فضلاً عن الحاجة إلى دفعها والجواب عنها ؟ وكيف استكبرها ذلك الحكيم الكبير الإلهي فقال : ( يدفعها من كان من فحول ) ؟ ويزيدك وضوحاً لهذا : انّ جميع المركبات العنصرية يطرّد فيها ذلك الناموس العام : ناموس التحوّل والتبدل والدثور والتجدد ، انظر حبة

239

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست