الأدلة والبراهين وهي قضية ( المعاد الجسماني ) التي ينسب إلى الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا ( رحمه الله ) انه قال ما مضمونه ان العقل قاصر عن اثباتها ولا تتم إلا من ناحية الشرع . « المعاد الجسماني » المهّم والاعضال في هذا الموضوع هو تصور كيف يعود هذا الجسم العنصري التي تعتور عليه الأطوار والأدوار المختلفة المتنوعة التي ينتقل فيها من دور إلى دور لا يدخل في واحد إلا بعد مفارقة ما قبله ولا يتشكل إلا بشكل يباينه ما بعده ينشأ جنيناً ، ثم طفلاً رضيعاً ثم صبياً وغلاماً ، ثم شباباً وكهلاً ، ثم شيخاً وهرماً ، فبأي صورة من هذه الصور يبعث وأي جسم من هذه الأجسام يعود ؟ ثم كيف يعود ؟ وقد تفرق ورجع كل شيء إلى أصله غازاً أو تراباً ، وكل ما فيه من عناصر ، ولو جمعت كلها وأعيدت فهو خلق جديد وجسد حادث ، غايته انه مثل الأول لا عين الأول ، مضافاً إلى الشبهات الكثيرة ، كاستحالة إعادة المعدوم ، وشبهة الآكل والمأكول وغير ذلك ، وحيث ان الاعتقاد بالمعاد روحاً وجسماً يعدّ من أصول الدين الخمسة ، أو من دعائم الإسلام الثلاثة التوحيد ، والنبوة ، والمعاد ، ومهما كان فلا مجال للشك بأن المعاد الجسماني على الأجمال من ضروريات دين الإسلام ، وهل الضروري من الدين إلا ما يكون التديّن بذلك الدين مستلزماً للاعتقاد والتدين به مثلاً وجوب الصلاة من ضروريات دين الإسلام فهل يعقل الالتزام بدين الإسلام مع عدم الالتزام بوجوب الصلاة ؟ و