responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 221


فالأشياء كلها باطلة وأعدام وليس الحي والموجود إلا واجب الوجود وهذا كل ما يقوله ويعتقده أولئك القوم أفاض الله سبحانه هذه الكلمة على لسان ذلك الشاعر العربي الذي عاش أكثر عمره في الجاهلية وأدرك في أخريات حياته شرف الإسلام فأسلم وقد صدق تلك الجوهرة الثمينة الصادق الأمين ومثلها كلمة ولده صادق أهل البيت صلوات الله عليه ( العبودية جوهرة كنهها الربوبية ) بل لو أمعنت النظر في جملة من مفردات القرآن المجيد تجدها وافية بذلك الغرض واضحة جلية مثل قوله تعالى : [ كُلُّ منْ عَلَيْهَا فَانٍ ] [1] و [ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ] [2] فان المشتق حقيقة فيمن تلبس بالمبدأ حالاً فكل شيء فان فعلاً وهالك حالاً لا أنه سوف يهلك ويفنى .
ومهما أحاول ان أوضح الحقيقة أجدها عنّي ابعد من الشمس بيد انها أجلى منها وأنّى لهذا اليراع القصير والعقل الصغير ان يجرأ فيتناول جرعة من ذلك البحر الغزير يا من بعد في دنوه ، ودنى في علوه ، ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير ، سبحانك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وفوق ما يقول القائلون وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وحيث وفقنا جلّ شأنه لذكر ثلاث مسائل مهمة من مسائل الحكمة نشرت بهذا ( الفردوس ) وهي قاعدة الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد ومعنى العقول العشرة ، ووحدة الوجود والموجود ، رأينا من المناسب ان نعززهن برابعة من معضلات الشرع والدين والتي قصرت عنها في الغالب



[1] سورة الرحمن آية : 26 .
[2] سورة القصص آية : 88 .

221

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست