الخيف بجماعة من الحجاج ، فكان فيهم الصيني ، والمراكشي ، واليماني ، والعراقي ، والهندي ، وكان فيهم من يحسن أكثر اللغات ، فأنجز الحديث إلى الحج ومنافعه ، وفوائده مع كثرة متاعبه ، وتكاليفه ، فقلت أي فائدة تريدون أعظم من اجتماعنا هذا وهل كان يدور في خلد أحد ان يجتمع الصيني في أقصى الشرق بالمراكشي وهو في أقصى الغرب والعراقي والفارسي وهو في طرف الشمال واليماني وهو في أقصى الجنوب ، ولكن المسلمون يا للأسف لو كان يجدي الأسف انّهم لما فاتهم الحجى واللبّ أصبحت أعمالهم بل وعباداتهم قشراً بلا لبّ ، يجتمعون وهم متفرقون ، ويتقاربون وهم متباعدون ، متقاربة أجسامهم متضاربة أحلامهم ، يحجون ولا يتعرف أحدهم بأخيه ولا يرى إلا صورته ، ولا يعرف شيئاً من أحواله بل ولا اسمه ، وبهذا ومثله وصلنا إلى الحال التي نحن فيها اليوم ، فلا حول ولا قوة ، وبالله المستعان على هذا الزمان وأهل الزمان . « بعض أسرار الصوم وامتيازه » « عن سائر العبادات » تشترك العبادات عموماً بأنها أفعال وجودية ، هي بمنزلة الجسد وروحها النية ، فالصلاة ، والطواف ، والسعي ، كالغسل والوضوء ، وأمثالها اعمال جسدية ، إذا لم يأت بها المكلف بداعي القربة فهي كجسد الميت لا حياة فيه ، وكأشباح بلا أرواح ، ولكن مهما كان فهو جسم عبادة ؛ وصورة طاعة ؛ وكل العبادات في ذلك سواء أعني انها أجساد ولها أرواح فان كانت