فقد نقل شيخ الطائفة في أوّل المبسوط أنّ أهل السنّة يقولون : إنّهم - أي الشيعة - أهل حشو ومناقضة . وصرّح الدكتور وهبة الزحيلي وهو من المعاصرين - في موسوعته الفقهيّة التي أسماها بالفقه الإسلامي وأدلّته - أنّ مؤسّس مذهب الشيعة الإماميّة محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّي ( المتوفّى سنة 290 ه ق ) وكتبهم الأربعة في الحديث : كتاب لموسى الكاظم تحت اسم « الحلال والحرام » ، وكتاب فقه الرضا ، وكتاب بصائر الدرجات للصفّار ، وكتاب الكافي للكليني ، وقال : « إنّهم لا يعتمدون في الفقه بعد القرآن إلاّ على أحاديث أئمّتهم ، وهم يرفضون القياس ، وينكرون الإجماع ، وفقه الشيعة لا يختلف في الأُمور المشهورة عن فقه أهل السنّة إلاّ في سبع عشرة مسألة تقريباً » . أقول : انظر إلى هذا الرجل - الذي يعيش في وسط دمشق العلمي ونشأ في جوّ جامعي ، وسافر إلى إيران للاشتراك في المؤتمرات - كيف يقضي في حقّ الشيعة من دون ذكر مدرك وسند ؟ ! فإنّ من البديهيات في العالم الإسلامي أنّ فقه الشيعة هو فقه الأئمّة من أهل البيت ، وأنّ الكتب الأربعة هي : من لا يحضره الفقيه والكافي والتهذيب والاستبصار ، لا ما ذكره من فقه الرضا وبصائر الدرجات . . . ! ثمّ كيف أهمل دليل العقل الذي شحنت كتب أحاديثنا به ، والفقهاء قد صرّحوا باعتباره وتقدّمه على ظواهر الكتاب والروايات كما يأتي في كتابنا هذا ؟ ! وكيف يقول : إنّ الاختلاف بينهم وبين أهل السنّة في سبع عشرة مسألة والحال أنّ الشيخ الطوسي ألّف كتاب الخلاف فيما يخالفنا أهل السنّة فيه فصار كتاباً ضخماً وقد طبع في عدّة مجلّدات ، والسيّد المرتضى بحث في الانتصار ثلاثمائة مسألة هي محلّ خلاف فيما بيننا وبينهم ؟ ! ويا ليت الزحيلي رجع إلى ما كتبه السيّد الأمين الذي كان مقيماً في دمشق في