إسم الكتاب : العقل والبلوغ ( عند الإمامية ) ( عدد الصفحات : 184)
التنبيه الحادي عشر : مفهوم الجنون في كلمات الأعلام قال صاحب الجواهر : « الجنون مرض في العقل يقتضي فساده وتعطيله عن أفعاله وأحكامه ولو في بعض الأوقات ، من الجنان أو الجِنّ بالكسر أو الجَنّ بالفتح ، فالمجنون من أُصيب جنانه أي قلبه ، أو أصابته الجنّ ، أو حِيل بينه وبين عقله فستر عقله ، نعم لا عبرة بالسهو الكثير السريع الزوال ، ولا الإغماء الذي يكون من هيجان المرّة أو غلبة المرض أو نحو ذلك ممّا لا يصدق معه اسم المجنون » [1] . وقال المحقّق النراقي : « الجنون - على ما يظهر من كتب الأطبّاء وكلماتهم - ليس عَلَماً لمرض شخصي معيّن ، بل هو اسم لجميع الأمراض الدماغيّة الباعثة لاختلال العقل وفساده ، ويعبّرون عنها بفساد العقل . . . ولها أنواع مختلفة وآثار متشتّتة متفاوتة ، ومن هنا قيل : الجنون فنون » [2] . وقال صاحب العناوين : « العقل والجنون موضوعان معروفان » [3] وقال في موضع آخر : « عدم التمييز والاستقامة مرّة يصير من عدم الاستعداد والقابليّة بحيث لو أُلقي عليه ذلك وفهمه أيضاً ليس فيه أهليّة ذلك ، وهذا هو الذي نسمّيه بالجنون عند فساد العقل » [4] . وفي التنقيح الرائع : « الجنون زوال العقل بحيث لا يميّز صاحبه الحسن
[1] جواهر الكلام : كتاب النكاح / ما يردّ به النكاح ج 30 ص 318 . [2] عوائد الأيام : عائدة 53 ص 513 . [3] العناوين : عنوان 93 ج 2 ص 732 . [4] المصدر السابق : ص 737 .