العباد ، واعترف به ابن عبّاس ، وصرّح به كثير من علمائنا الشامخين ، ويأتي تفصيل ذلك في تنبيهات المسألة . وينبغي التنبيه على أُمور : التنبيه الأول : العقل مدار التكليف صرّح جماعة من الأعلام بأنّ المدار في التكليف على العقل : منهم : الكليني في خطبة كتابه الكافي - وهو من أمتن كتب الحديث عند الإماميّة - : « وأوّل ما أبدأ به وأفتتح به كتابي هذا : كتاب العقل وفضائل العلم وارتفاع درجة أهله وعلوّ قدرهم ، ونقص الجهل وخساسة أهله وسقوط منزلتهم ; إذ كان العقل هو القطب الذي عليه المدار وبه يحتجّ ، وله الثواب ، وعليه العقاب » [1] . ومنهم : حبر الأُمّة ابن عبّاس ( تلميذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) فإنّه قال : « أساس الدين العقل ، وفرضت الفرائض على العقل ، وربّنا يعرف بالعقل ، ويتوسّل إليه بالعقل » [2] . ومنهم : الكراجكي ( محمّد بن عليّ الكراجكي المتوفّى سنة 492 ه ق ) فقال : « الواجب الذي ليس عنه محيد : أنّ وجود العقل في الإنسان وصحّة التمييز منه والإدراك شرط في وجوب تكليف العقليّات من النظر والاستدلال ومعرفة ما لا يسع جهله من الأُمور الواجبات واعتقاد الحقّ و
[1] أُصول الكافي : خطبة الكتاب ج 1 ص 50 . [2] جامع أحاديث الشيعة : باب 11 من أبواب مقدمة العبادات ح 15 ج 1 ص 416 .