وتفصيل الكلام موكول إلى محلّه .
و : أنّ البلوغ الجنسي - المعبّر عنه في القرآن [1] ببلوغ الحلم - ملازم في الغالب لحصول العقل والرشد ، وله علامات وأمارات ; وهي الاحتلام ، ونبات الشعر على العانة ، والوصول إلى سنّ خاصّ وهو خمس عشرة سنة في الذكر وتسع للأُنثى على المشهور ، بل لا خلاف فيه بين قدماء الأصحاب إلاّ من ابن الجنيد فنسب إليه أنّ سنّ البلوغ بإكمال أربع عشرة سنة في الذكور ، بل نسب إليه أيضاً أنّه قال : « يتمّ سنّ البلوغ بالدخول في أربع عشرة سنة » ومال إليه المحقّق الأردبيلي من متأخّري الأصحاب .
ز : يدلّ على مختار المشهور بعض الأخبار ، ولكن يخالفها أخبار كثيرة : بعضها يدلّ على مقالة ابن الجنيد ، وبعضها على كونه ثلاث عشرة سنة في الذكر والأُنثى ، وبعضها على العشرة في الذكر ، وبعضها على ثماني سنين فيه ، وبعضها على غير ذلك ، وهذه لا بدّ إمّا من طرحها لإعراض المشهور ، أو حملها على ما لا يخالفها ، مثل : أن يحمل على إمكان البلوغ بالوصول إلى عشر سنين ، فيكون لسنّ البلوغ حدّان : أعلى وأدنى ، فالأدنى هو العشر والأعلى هو خمس عشرة سنة في الذكر ، وأمّا في الأُنثى فأكثر الأخبار يدلّ على التسع ، وما دلّ على غيرها فلا قائل به ، فلا بدّ من طرحها أو حملها على ما لا ينافيها كما مرّ .
ح : أنّ توجّه الخطاب واستحقاق الثواب والعقاب منوطان بالعقل والقدرة ، كما يدلّ عليه : العقل والنقل من عمومات الكتاب والأخبار الكثيرة من سادة

[1] النور : 58 و 59 .

29