وقال ابن خلدون : عند الكلام على السكة وقدروا [1] وزنها ( أي وزن الدراهم ) على ما كانت استقرت أيام عمر ، وذلك أن الدرهم كان وزنه في أول الاسلام ، ستة دوانيق ، والمثقال وزنه درهم وثلاثة أسباع الدرهم ، فيكون عشرة دراهم بسبعة مثاقيل . وكان السبب في ذلك أن أوزان الدراهم أيام الفرس كانت مختلفة ، وكان منها على وزن المثقال عشرون قيراطا ، ومنها إثنا عشر ، ومنها عشرة ، فلما احتيج إلى تقديره في الزكاة أخذ الوسط من الثلاثة ، وذلك أربعة عشر قيراطا ، فكان المثقال درهم وثلاثة أسباع درهم وقيل أن الدراهم كان منها ( البغلي ) بثمانية دوانق و ( الطبري ) أربعة دوانيق و ( المغربي ) ثلاثة دوانيق ، [2] و ( اليمني ) [3] دانق ، فأمر عمر أن ينظر الأغلب في التعامل ، فكان البغلي ، والطبري ، وهما إثنا عشر دانقا ، فكان الدرهم ستة دوانيق ، وإن زدت ثلاثة أسباعه ، كان مثقالا ، وإذا نقصت ثلاثة أعشار المثقال ، كان درهما . فلما رأى عبد الملك إتخاذ السكة لصيانة النقدين الجاريين في معاملة المسلمين عن الغش ، عين مقدارها على هذا الذي استقر لعهد عمر . واتخذ طابع الحديد ، ونقش فيه كلمات لا صورا لأن العرب ، كان الكلام والبلاغة ، أقرب مناحيهم ، وأظهرها ، مع أن الشرع ينهى عن الصور . فلما فعل ذلك ، استمر بين الناس إلى أيام الملة كلها . وكان الدينار والدرهم على شكلين مدورين ، والكتابة عليهما في دوائر
[1] وفي بعض النسخ ( وقدر ) [2] في بعض النسخ ثمانية . [3] في بعض النسخ ، ستة دوانيق .