3 - أمر النبي « صلى الله عليه وآله » أصحابه بالرمَل [1] في الطواف ، حينما قدم مكة ، وأمرهم بإخراج أعضادهم ليُري المشركين : أنه لم يصبهم جهد ، ثم حج رسول الله « صلى الله عليه وآله » بعد ذلك ، فلم يرمل ، ولم يأمرهم بذلك [2] . 4 - لقد أمر النبي « صلى الله عليه وآله » أصحابه بالخضاب ، ولكن أمير المؤمنين « عليه السلام » لم يكن يختضب وقد علل أمره « صلى الله عليه وآله » لأصحابه بالخضاب بأنه مهيبة في الحرب ، ومحبة إلى النساء ، وغير ذلك [3] . وسئل علي « عليه السلام » عن قول النبي « صلى الله عليه وآله » : غيروا الشيب ، ولا تتشبهوا باليهود . فقال : إنما قال ذلك والدين قل ، فأما الآن ، وقد اتسع نطاقه ، وضرب بجرانه ، فامرؤ وما اختار [4] . 5 - وعن عبد الله بن خالد الكناني ، قال : استقبلني أبو الحسن ، موسى بن جعفر « عليه السلام » ، وقد علقت سمكة بيدي ، قال : « اقذفها ، إني لأكره للرجل السري ، أن يحمل الشيء الدني بنفسه ، ثم قال : إنكم قوم أعداؤكم كثير ، عاداكم الخلق يا معشر الشيعة ، فتزينوا لهم ما قدرتم عليه . . » [5] . ورأى الإمام الصادق « عليه السلام » معاوية بن وهب وهو يحمل بقلاً ،
[1] الرَّمَل : ضرب من الشيء ، وفُسِّر بالهرولة . [2] علل الشرايع ص 412 والوسائل ج 9 ص 429 و 428 وفي هامشه عنه ، وعن فقه الرضا ص 75 . وراجع : التراتيب الإدارية ج 1 ص 377 . [3] راجع : ربيع الأبرار ج 1 ص 736 والبحار ج 73 ص 102 و 103 بل راجع الباب كله . [4] البحار ج 73 ص 104 ونهج البلاغة ( بشرح عبده ) ج 3 ص 154 - 155 . [5] صفات الشيعة ص 16 والبحار ج 73 ص 324 وج 71 ص 148 .