نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 57
وعرف من ذلك الوقت بالمفيد [1] . ومهما يكن من أمر ، فقد ظهر ( الشيخ المفيد ) في مدة قليلة على أقرانه ، وحفه شيوخه وأساتذته - كالشيخ الصدوق وغيره - بعنايتهم لما لمسوا فيه من مؤهلات وقابليات تندر وجودها في غيره . واستقل ( الشيخ المفيد ) بالتدريس في بغداد وهو بعد لم يتجاوز سني الشباب ، وتفرغ للفقه والكلام ، وكان يحضر مجلس درسه آلاف الطلاب : من الشيعة والسنة ، وبرز من تلاميذه رجال كبار : أمثال ( السيد المرتضى ، والشيخ الطوسي ) تابعوا أستاذهم المفيد في توسعة المدرسة وتطويرها ، وإدخال تغييرات جديدة عليها . وقد قدر ( للشيخ المفيد ) أن يكون رائدا فكريا لهذا العصر من عصور الفقه الإسلامي ، وأن يدخل تغييرات وتحسينات كثيرة على ( الفقه ) ويطور من مناهجه وقواعده . ومن بعده كان تلاميذه وتلاميذ تلاميذه يعترفون له بهذا الحق يقول ( العلامة الحلي ) في شأنه : من أجل مشائخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم ، وكل من تأخر عنه استفاد منه ، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية [2] . وقد أحصى له السيد الأمين قريبا من مائتي كتاب ورسالة في الفقه والكلام والحديث . ومن استعراض ( حياة المفيد ) يستظهر الباحث أن الشيخ المفيد استطاع أن يغير الجو الفكري في بغداد ( حاضرة العالم الإسلامي ) يومذاك .
[1] راجع مجالس المؤمنين ج 1 . ص 464 . [2] أعيان الشيعة ج 6 : ص 20
57
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 57