نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 56
ومما يذكر من نبوغه أنه حضر في مفتتح حياته الدراسية في بغداد عند ( الشيخ أبي ياسر ) بباب خراسان من مشايخ السنة فأفحم الشيخ في الدرس ، فأرجعه الشيخ أبو ياسر إلى الشيخ الرماني وهو كان في يومه من كبار علماء السنة في بغداد ، وجلس التلميذ الصغير في زاوية من المجلس يستمع إلى درس الشيخ ، وحين ختم الشيخ الرماني درسه سأل رجل من البصرة عن حديثي الغدير ، والغار ، فقال الرماني له : حديث الغدير رواية ، وحديث الغار دراية ، ولا تقدم الرواية على الدراية . . فسكت السائل ولم يحر جوابا . فتقدم التلميذ الناشئ وهو في آخر المجلس إلى الشيخ واخترق إليه الصفوف وقال له : ماذا تقول في الذي يخرج على إمام زمانه ؟ فقال له الشيخ : كافر ، ثم استدرك فقال : فاسق . فقال المفيد : فماذا تقول في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؟ قال له الشيخ : لا شك في إمامته . فقال : فماذا تقول في خروج طلحة والزبير عليه ؟ فقال له الرماني - وهو مأخوذ بنباهة هذا الطالب الناشئ الذي لم يلتق به من قبل في مجلس الدرس - : أنهما تابا بعد ذلك . فقال المفيد - وقد تمكن من أستاذه - : إن توبتهما رواية ، وحربهما للإمام دراية ، ولا ترفع اليد بالرواية عن الدراية . فتضايق الشيخ الرماني أمام تلاميذه وأفحم ، ولم يحر جوابا أمام التلميذ الناشئ ، فاستبقاه في المجلس وسأله عن شيوخه ودرسه ، وكتب رقعة إلى أستاذه أبي ياسر يعرفه بقيمة تلميذه الناشئ ولقبه ب ( المفيد )
56
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 56