نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 58
وأن يكهرب ندوات الفقه والكلام ، ويجذب إلى نفسه طلاب العلم حتى كاد أن يغطي المدارس الفقهية والكلامية الأخرى ، والفقهاء والمتكلمين من أتباع سائر المذاهب . وقد كان الفقهاء والمتكلمون يقصدونه من أقطار بعيدة ، وكان بيته ندوة عامرة بحديث الفقه والكلام ، والنقاش والأخذ والرد . ويبدو أن ذلك كله جعل ظله ثقيلا على المذاهب الكلامية والفقهية الأخرى ، وعلى جهاز الحكم الذي كان يدعو إلى مقاطعة ( مدرسة أهل البيت ) بصورة خاصة . ويلمح الباحث هذا الشعور من عبارة الخطيب الجافية في تعريف الشيخ . قال الخطيب في تاريخ بغداد : محمد بن محمد بن النعمان أبو عبد الله المعروف بابن المعلم شيخ الرافضة والتعلم على مذاهبهم ، صنف كتبا كثيرة في إضلالهم ، والذب عن اعتقاداتهم ومقالاتهم ، والطعن على السلف الماضين من الصحابة والتابعين ، وعامة الفقهاء والمجتهدين ، وكان أحد أئمة الضلال هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه [1] . وقال عنه اليافعي في مرآة الجنان : عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة ، المعروف بالمفيد وبابن المعلم أيضا ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان ينازع كل عقيدة بالجلالة والعظمة ومقدما في ( الدولة البويهية ) . وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم حسن اللباس . وكان ( عضد الدولة ) ربما زار ( الشيخ المفيد ) ، وكان شيخا ربعة .