نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 204
عناية شديدة بالدعوة إلى ( مذهب أهل البيت ) عليهم السلام ، وتشييد أركانه وقد لقيت مدرسة ( قم والري ) الفقهية الشيعية - التي ذكرناها فيما سبق - عناية كبيرة من قبل ( البويهيين ) خاصة حتى أن بعض كبار المؤلفين كانوا يصدرون بعض مؤلفاتهم باسم هؤلاء . وبقي التشيع كذلك في ( إيران ) في القمة في أدوار التاريخ والظروف المختلفة حتى أيام ( الدولة الصفوية ) الملوك الذين بدورهم ينتسبون إلى ( آل الرسول ) صلى الله عليه وآله وسلم ، فجند هؤلاء كل ما كان في قدرتهم ، للذب عن حياض هذا المبدأ ، والسعي في انتشاره في سائر الأقطار الإسلامية القريبة منهم والبعيدة . وكان ( للصفويين ) مساعي كبيرة في ( العراق ) و ( بلاد ما وراء النهر ) وبقيت لهم آثار جليلة تدل على شدة اهتمامهم بالعمران من جهة ، وبالغ سعيهم للدعوة إلى ( مذهب الشيعة ) من جهة أخرى . والسمعة الحسنة التي أحرزها هؤلاء الملوك في ( العالم الإسلامي ) عامة ، وفي ( العراق ) خاصة أقضت مضجع ( الخلافة العثمانية ) في ( القسطنطينية ) ، وأصبحت تتوجس منها خيفة ، وتحسب لكل حركة يقوم بها هؤلاء الملوك ألف حساب . ففي الأقطار التي كانت تحت لواء العثمانيين نرى العيون منبثة للكشف عن كل قضية ربما تنتهي إلى قلب الحكم العثماني ، وتقويض عرش الخلافة المزيفة التي كانوا يحكمون على رقاب الناس باسمها . وطبيعي أن ( الشيعة ) كانوا مراقبين أكثر من كل إنسان ، لما عرف التشيع بالحركات والصمود في وجه الطغاة ، وعدم الرضوخ للأوامر المخالفة لمبادئ الإسلام .
204
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 204