نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 203
( الشيعة ) يلجأون إلى المدن والقرى الإيرانية بسبب الضغط الشديد الذي كانوا يلاقونه من قبل الهيئة الحاكمة آنذاك ، وكانت المطاردة والسجن والتعذيب والتنكيل والتشريد والقتل بطرق شتى أمورا طبيعية لرجالات ( الشيعة ) والداعين إليها ، فوجد هؤلاء التخلي عن البلدان القريبة لمركز الخلافة خير وسيلة للتحفظ على أنفسهم ، والتخلص من أيدي السفاكين الذين لا يعرفون للإسلام معنى . وكانت ( خراسان ) بلا شك من الدعائم القوية للخلافة العباسية وتقويض أركان الخلافة الأموية ، ولكن ( خراسان ) لم تكن تدعو إلى العباسيين وتعمل لحسابهم ، بل سارت الدعوة هناك باسم ( الرضا من آل محمد ) وإزاحة أعداء ( أهل البيت ) : وطبيعي أن لفظة ( آل محمد ) و ( أهل البيت ) كانتا تستعملان ولا تزالان في ( علي وأولاده الطاهرين ) عليهم السلام فكانت صورة الدعوة إلى إزالة سلطان بني أمية باسم هؤلاء لا غير . ويظهر هذا جليا حينما يلاحظ ( تاريخ الدعوة العباسية ) وصلات ( أبو مسلم الخراساني ) في حينه ، إلا أن ( أئمة الشيعة ) الذين كانوا يعلمون يقينا أن هذا الأمر لا يتم ابتعدوا عن الضوضاء ، ورفضوا الاشتراك في هذه المعامع ، والدخول في هاتيك الميادين . إلا أن الذي لا مراء فيه هو أن النفوس الإيرانية ازدادت ميلا إلى ( أهل البيت ) عليهم السلام يوما بعد يوم ، وأخذت ( الدعوة الشيعية ) تلقى تشجيعا بالغا ، وإقبالا هائلا مما سبب ازدياد عدد الشيعة هناك وتمركزهم . ووصل التشيع إلى أوج عزه في ( إيران ) في أيام ( البويهيين ) حيث كانوا يشجعون التشيع بكل إمكاناتهم المادية والمعنوية ، ويعنون
203
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 203