نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 157
عليه ، فسجن سنة كاملة بقلعة دمشق . ويقال : إنه كتب ( اللمعة الدمشقية ) في هذه السنة في الحبس . وطال الحبس على ( الشهيد ) وانقطعت صلاته بالناس ، وضج الناس ، ورفعوا أصواتهم بالاحتجاج ، فخاف ( بيدمر ) حاكم دمشق من ثورة الناس ، ومن أن يهجم الناس على السجن وينقذوا الشهيد ويستولوا على الحكم ، فحاول أن يقضي على ( الشهيد ) ويريح نفسه منه . ولكن ذلك كان يؤدي إثارة مشاعر الناس من محبي الشهيد ومريديه ، فكان لا بد من وضع منهج مخطط للعمل ، فقدم أتباع ( اليالوش ) وكانت الزعامة يومذاك لرجل يدعى ( يوسف بن يحيى ) فكتب محضرا يشنع فيه على ( الشهيد ) بأقاويل نسبها إلى الشهيد ، وشهد عليه سبعون نفسا من أتباع ( اليالوش ) ، وأضيف إلى هذه الشهادات شهادة ألف من المتسننين من أتباع ( ابن جماعة ) ونظائره ، فحصلت من ذلك ملفة كبيرة . فقدمت إلى قاضي بيروت . وقيل : قاضي صيدا ، وأتوا بالمحضر إلى ( ابن جماعة ) فنفذه إلى القاضي المالكي ، وقال له : " تحكم برأيك " وهدده بالعزل ، فعقد مجلسا للقضاة حضرة الملك والقضاة وجمع كبير من الناس ، و ( الشهيد ) رحمه الله ، فوجهت إليه التهم فأنكر ذلك ، فلم يقبل منه الإنكار . وقيل له : فقد ثبت ذلك عليك شرعا ولا ينتقض حكم الحاكم . فقال الشهيد رحمه الله : الغائب على حجته ، فإن أتى بما يناقض الحكم جاز نقضه ، وإلا فلا ، وها أنا أبطل شهادات من شهد بالجرح ولي على كل واحد حجة بينة .
157
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 157