نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 156
( الشهيد ) ويفحمه بمحضر من الناس ، فأراد أن يهينه ، وكان الشهيد ذا جثة نحيفة بعكس ( ابن جماعة ) الذي يملك جثة ضخمة . فقال للشهيد : إني أجد حسا من وراء الدواة ولا أفهم ما يكون معناه ؟ تعريضا بنحافة جسمه ، وتحقيرا لرأيه . فأجابه الشهيد على الفور : " نعم ابن الواحد لا يكون أعظم من هذه " [1] . فخجل ( ابن جماعة ) وسكت عن الكلام ، وازداد غيظا على غيظ وحقدا على حقد . هذا بالإضافة إلى دسائس أتباع ( اليالوش ) فلم يقدر للشهيد أن يجتث هذه الفرقة من الجذور كما ذكرنا فيما تقدم من هذا الحديث ، فبقي من الفرقة فروع تزعمها ( تقي الدين الجبلي ) فالتف حوله ما بقي من أتباع ( اليالوش ) . وكان ( الشهيد ) يحاول الكرة على ما تبقى من أتباع ( اليالوش ) حينما تتاح له الفرصة ، ليجتث جذور هذه الطائفة الجديدة من الأعماق فكان ( الجبلي ) يحاول أن يقضي على ( الشهيد ) بشكل من الأشكال قبل أن يستطيع أن يقوم بشئ تجاه هذه الفرقة ، فوشى به إلى ( بيدمر ) . هذه كانت أهم العوامل في التفكير في القضاء على شيخنا ( الشهيد ) ولم يكن طبعا القضاء على ( الشهيد ) - وهو الشخصية الإسلامية والعلمية الفذة في وقته - بالأمر اليسير ، فكان لا بد من التدريج ولا بد من تزييف تهم عليه . فكانت الخطوة الأولى في العمل هي محاولة حبسه ، وإخفائه عن الناس حتى تقل اتصالاته بالناس ، ويتيح لهم ذلك التدرج إلى قتله ، والقضاء