نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 158
وهو كلام معقول ، إلا أن ذلك لم يسمع منه ، وعاد الحكم إلى المالكي فقام وتوضأ وصلى ركعتين ، ثم قال : قد حكمت بإهراق دمه . وإذا كنا نحن نفهم أن الأغراض والمصالح الشخصية قد تبرز لابن جماعة ولبيدمر ، وغيرهما أن يقضوا على ( الشهيد ) ويقتلوه فلا نفهم مغزى هذه المعاملة التي عومل بها الشهيد بعد وفاته . فلم يكن الغرض هو القضاء على ( الشهيد ) فقط ، وإلا كان الشهيد قد لقي حتفه بالضربة الأولى من السيف ، وإنما كان الغرض هو إهانة ( الشهيد ) بعد وفاته ، والحط من مكانته حتى بعد موته ، ويجب أن يبلغ الإنسان الغاية من الوضاعة ، والانحطاط الخلقي ، والاسفاف والحقد حتى يستشفي بإهانة قتيل قد أزيح عن ميدان المعارضة . فقد قتل ( الشهيد ) بدمشق ، ثم أمر بصلبه وهو مقتول بمرأى من الناس ، ويحيطه جماعات من الجلاوزة للمحافظة على جثته من أن يستولي عليه مخلصوه ومريدوه لدفنه ، ثم لم يجد هؤلاء الحاقدون الوضيعون في ذلك شفاءا لغليلهم فأمروا برجم الجسد بالحجر ، فرجمه جلاوزة ( بيدمر ) و ( ابن جماعة ) . ويظهر أن ذلك كله لم يطفئ الحقد الموغل في نفوسهم القذرة فأمروا بحرق الجسد . ومهما قال عبد الحي الحنبلي عن ( الشهيد ) ومهما قالوا عن ( ابن جماعة ) فلا يدعو ذلك لأكثر من القتل ، وما قام به ( بيدمر ) و ( ابن جماعة ) وجلاوزتهما من إهانة جسد ( الشهيد ) بعد قتله يدل على حقد دفين ومرض متأصل في نفوسهما بالنسبة إلى الشهيد ، وأن ذلك لا يرتبط أصلا بقصة التهم والمحاضر ، وإنما يمس مصالحهم الشخصية
158
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 158