نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 155
من الفقهاء في ذلك ، ويقيسون بينه وبين القاضي السابق في العلم والدين فيحضرهم وينكل بهم فيهابه ( الناس ) ثم يصطدم في دمشق بالشيخ ( زين الدين القرشي ) والشيخ ( شهاب الدين الحسباني ) فيأخذ منهما الفتيا والقضاء ويمنعهما من الفتيا ، وينادي عليهما فيهربان منه ، فتعثر عليهما الحكومة فتردهما إلى القلعة محبوسين . كل ذلك يثير في نفوسنا الشك ، ويسم ( ابن جماعة ) بعلامات استفهام كبيرة : ممن يكون هذا الرجل الذي تعني به الحكومة بهذا الشكل وتقدم له مناصب كبيرة في القضاء والخطابة والفتيا والتولية بسخاء وتقضي علي أعدائه ، ويصطدم هو بمشائخ الفقه والقضاء . ويمنعهم بقوة عن الفتيا فيهربون منه ، وينقده ناس بقلة العلم والدين ؟ ؟ ولا نريد أن نتحدث عنه ، وإنما أردنا أن نسلط على هذا الشخص الذي اصطدم في دمشق بشيخنا ( الشهيد ) بعض الأضواء ، لنعرف ملامح من شخصيته ، فقد وجد ( برهان الدين بن جماعة ) - وهو الشخص الذي تروقه الألقاب الضخمة ، والمكانة المحترمة ، والمناصب الكبيرة - أن ( الشهيد ) استطاع في مدة يسيرة من بقائه بدمشق أن يستولي على قلوب الناس ، وأن يحتل مكانة رفيعة ، ويكون له علاقات مع أقطاب العلم والسياسة في وقته ، وأن يستقطب حوله طلبة ، العلم والفضلاء ، والساسة من دمشق وخارجه ، فحاول أن يغض منه ويهينه ، ويحط من مكانته . فاجتمع به ذات يوم ، وفي غالب الظن أن الاجتماع كان ببيت ( الشهيد ) حيث كان أمامه دواة يكتب بها ، وهذه الوضعية لا تخلو عن ابن جماعة . كان في بيته وتحدثا في مسألة واختلفا فيها ، وكان يحضر المجلس جمع كبير من الفقهاء والأعيان ، فعز على ( ابن جماعة ) أن يرد عليه
155
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 155