نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 154
ثم خطب إلى قضاء الديار المصرية بعد عزل ( ناصر الدين بن أبي البقاء ) . وبلغه أن بعض فقهاء البلد يعيبه بأنه قليل العلم ، ولا سيما بالنسبة إلى الذين عزل به ، فأحضر بعض من قال ذلك ، ونكل به ، ثم أوقع بآخر ثم بآخر ، فهابه الناس . ثم إن القاضي ( محب الدين ) ناظر الجيش عارضه في حكاية فعزل نفسه . ثم سأل العود إلى القضاء فأعيد في صفر سنة أربع وثمانين ، ثم عاد إلى القدس ، ثم خطب إلى قضاء دمشق والخطابة بعد موت ( القاضي ولي الدين ) في ذي القعدة سنة 885 من ولايته ، وقام في أمور كبار فتحت له ففي سنة تسع وثمانين وقع بينه وبين ( الشيخ زين الدين القرشي ) وأخذ منه الناصرية وأهانه هو والشيخ ( شهاب الدين الحسباني ) ومنعهما من الإفتاء ونودي عليهما ، ثم هربا منه إلى مصر فردا من الطريق ورفعا إلى القلعة [1] . ويلقي هذه النص التاريخي ظلا على شخصية ( ابن جماعة ) فيبدو مما تقدم أنه كان من متفقهة بلاط الجراكسة في ( مصر وسوريا وفلسطين ) وممن تروقه ضخامة العناوين ، والتقلب في المناصب الحكومية ، وإن كان على حساب الآخرين وإهانتهم وتعذيبهم . فهو يتحول من خطابة إلى تدريس ، إلى إمامة ، إلى قضاء ، إلى تولية إلى مشيخة ، ويضم في وقت واحد المشيخة إلى القضاء ، إلى الخطابة وتستدعيه الحكومة من بلد إلى بلد . وتعزل الحكومة ( ناصر الدين بن أبي البقاء ) لأمر ما من قضاء مصر ، فيستدعي لها ( ابن جماعة ) من القدس ، ثم يتحدث ناس .
[1] قضاة دمشق تأليف شمس الدين بن طولون . ص 113 - 114
154
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 154