نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 152
على معتقده [1] . ولا نريد نحن أن نعلق على هذا الحديث ، وقد لا يدل هذا التهريج أن نعلق عليه ، وأن نتحدث عنه ، وإنما المحاسبة إلى يوم عسير . ومهما يكن من أمر فلا زالت بين أيدينا ملامح من قصة شهادة ( الشهيد ) رحمه الله ، نستطيع عن طريقها أن نستكشف أسباب هذا الحادث وعلله . احتل ( الشهيد ) في المدة التي عاش فيها بدمشق مكانة اجتماعية راقية فكان موضع حفاوة الطبقات المختلفة ، واكتسب شعبية كبيرة ، وأصبح ملجأ للناس في حاجاتهم ، وللعلماء في التدريس ( سنة وشيعة ) ، كما التف حوله كثير من أقطاب السياسة والحكم في دمشق ، وخارج دمشق . واستطاع أن يتجاوز بنفوذه الروحي والإسلامي حدود ( سوريا والعراق ) ويشد الملوك والحكام من الأطراف إليه ، كان منهم ( علي بن مؤيد ) ملك ( خراسان ) فيما يحدثنا به التاريخ . ولا يستطيع الباحث أن يقول : إن اتصالات ( الشهيد ) السياسية كانت مقتصرة على الزعماء السياسين في ( دمشق والعراق وإيران ) وإنما كان ذلك نموذجا من اتصالات الشهيد بزعماء الدول الإسلامية في وقته احتفظ لنا التاريخ ، ولم يضع معالمه . ذلك كله يدلنا على أن ( الشهيد ) استطاع أن يحقق لنفسه في هذه المدة مكانة سياسية واجتماعية خطيرة جعلت حكومة ( بيدمر ) بدمشق تخشاه وتحسب له ألف حساب . فقد كانت الحكومة يومذاك ضعيفة تخاف كل حركة داخل البلاد .
[1] شذرات الذهب في أخبار من ذهب - لعبد الحي بن العماد الحنبلي الجزء 6 . ص 294
152
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 152