responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 151

إسم الكتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ( عدد الصفحات : 815)


ومن جناية التاريخ على أبطال الإنسانية أنه يحاول دائما أن يغطي سير المصلحين والعاملين بغطاء كثيف من الإبهام والغموض .
وليس بأيدينا عن شهادة ( الشهيد ) إلا فلتات من أقلام المؤرخين فلتت عن أقلامهم من غير اختيار ، أو من دون أن يشعروا ، وإلا الشئ اليسير الذي سجله لنا المنصفون من المؤرخين مطويا بالإبهام والغموض :
وليست حياة ( الشهيد ) وشهادته بدعا من حياة الشهداء من المجاهدين والعاملين ، فقد كان المؤرخون يسيرون في الغالب في ركب الملوك وبلاط الملوك ، وطغمة الجبابرة والمفسدين لقاء أجور زهيدة يلقونها إليهم ، ولذات رخيصة من العيش يتيحونها لهم .
وكان نتيجة ذلك كله أن كان ( للتاريخ الإسلامي ) تاريخا مشوها مشوش المعالم لا يعبر إلا عن اتجاهات البلاط ، ولا يدافع إلا عن تبذير الملوك والخلفاء وإسرافهم .
فكل شئ يحصل في البلاد من وجوه الفساد والتبذير محاط بهالة من التقديس ، وكل حركة ترمي إلى إحاطة كيان هؤلاء الطغاة والفاسدين توسم بسمة الفساد والطغيان والإجرام :
وليس يتعجب القارئ بعد ذلك إذا وجد مؤرخا من هؤلاء الساقطين الذين يتبعون ركب الجبابرة بذلة وهوان ، ليتلقوا لقمة ذليلة من العيشة ويلاحظ رخيصة في الحياة .
يقول الحنبلي بصدد الحديث عن أحداث سنة 886 :
وفيها قتل محمد بن مكي العراقي الرافضي ، كان عارفا بالأصول والعربية فشهد عليه بدمشق بانحلال العقيدة ، واعتقاد مذهب النصيرية واستحلال الخمر الصرف ، وغير ذلك من القبائح ، فضربت عنقه بدمشق في جمادى الأولى ، وضربت عنق رفيقه عرفة بطرابلس ، وكان

151

نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست