نام کتاب : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 150
في تحمل الأذى والعذاب . فيوم يقطع المسافة الشاسعة بين ( جزين ) و ( الحلة ) وهو بعد طفل لم يتجاوز سني المراهقة بطلب العلم . وتارة أخرى يقطع المسافات الشاسعة ، ليتصل بأقطاب العلم والسياسة في الحواضر الإسلامية ، وليمهد الظروف لتكوين ( وحدة إسلامية ) شاملة ، وتعريف ( الشيعة ) إلى المذاهب الأخرى ، ومسح مظاهر التشويه عنها لتقريب المذاهب ، وملء الفجوات التي خلفتها الأيادي الدخيلة . وثالثة يعود إلى ( جزين ) ليبني فيها مدرسة . ورابعة يعود إلى ( دمشق ) ليشرف على الوضع من قريب ، وليوجه الملوك ويتصل بهم . ويؤثر في سلوكهم وسيرهم . وكذلك حياته حلقات متصلة من الجهاد ، وسلسلة طويلة من الكفاح وأروع ما في هذه الحياة ، وأجمل ما في هذه الصورة هذه الخاتمة المشرفة التي ختمت حياة شيخنا الشهيد بها ، والتي تطبعها بطابع البقاء والخلود وتدرجه في سجل الخالدين . فلم يكن ينقص هذه الحلقات المتصلة من الجهاد والكفاح غير أن يصبغها في نهاية حياته بجمرة قانية من دمه ، ويسمها بشارة الجهاد والعمل حياة بدايتها سعي ، وأوسطها جهاد ، وخاتمتها شهادة . وكذلك حياة العاملين المجاهدين في سبيل الله . ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون [1] . ( صدق الله العلي العظيم ) .