نام کتاب : الرسائل نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 108
المنفصلة تدل على الإتيان بها انما يكون من باب الاحتياط لا من باب الاستصحاب ، فتنافى الاخبار الدالة على البناء على اليقين فلا محمل لها الا التقية ، واما الحمل على اليقين بالبراءة فهو محمل بعيد كما لا يخفى . هذا إذا خصصنا الموثقة بالشك في الركعات ، واما لو قلنا بالتعميم وان مضمونها أصل كلي في جميع الأبواب خرج منه الشك في الركعات ، فدلالتها على الاستصحاب ظاهرة ، لظهورها في فعلية الشك واليقين مع وحدة المتعلق فلا ينطبق الأعلى الاستصحاب . ومنها ما عن الخصال [1] بسنده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه : من كان على يقين فشك فليمض على يقينه فان الشك لا ينقض اليقين وفي رواية أخرى من كان على يقين فأصابه شك فليمض على يقينه فان اليقين لا يدفع بالشك . والظاهر منهما ان من كان على يقين بشيء في الزمن السابق كالطهارة مثلا ، فشك في اللاحق فيها ، فليمض على يقينه في زمن الشك ، فتدلان على الاستصحاب من جهتين « إحداهما » ان متعلق اليقين لا يكون متقيدا بالزمان فمعنى قوله : من كان على يقين أي يقين بشيء ، لا بشيء متقيد بالزمان ، فعلى هذا يكون الشك أيضا في الزمن اللاحق متعلقا بهذا الشيء من غير تقييده بالزمان ، فكأنه قال : إذا كنت في الزمن السابق متيقنا بعدالة زيد ، ثم أصابك شك فيها في الزمن اللاحق ، فلتمض على يقينك ، ولا إشكال في ظهور هذا الكلام في الاستصحاب ، لا الشك الساري ، واحتماله مخالف للظاهر المتفاهم عرفا « وثانيتهما » من جهة ظهور اليقين والشك المأخوذين في الرواية في الفعلي منهما أي لا يدفع بالشك الفعلي اليقين الفعلي ، مع ان الظهور السياقي أيضا يقتضى الحمل عليه ، والإنصاف انهما ظاهرتان في الاستصحاب ولا إشكال في دلالتهما على القاعدة الكلية . ومنها مكاتبة علي بن محمد القاساني [2] قال كتبت إليه وانا بالمدينة عن اليوم
[1] راجع الوسائل - كتاب الطهارة - الباب 4 - من أبواب نواقض الوضوء . [2] الظاهر انه بالشين المعجمة لا السين المهملة ، والرّجل لم يوثق بل ضعفه الشيخ وغيره وقد يشتبه هذا الرّجل بعلي بن محمد بن شيرة الَّذي وثقه النجاشي والشيخ وغيرهما لاتحاد ، ، عصر هما وهما من أصحاب الهادي عليه السّلام قال في نقد الرّجال : وما نقله العلامة رحمه الله عن الشيخ قدس سره من ان علي بن محمد القاشاني وعلي بن شيرة كانا من أصحاب أبي جعفر الثاني الجواد عليه السّلام محمول على السهو إذ لم نجدهما الا في أصحاب الهادي عليه السلام ( انتهى ) فالتميز بينهما مشكل الا بما يروى عنهما وان خلط صاحب جامع الرّواة من يروى عن القاشاني بمن يروى عن علي بن محمد بن شيرة القاساني ولذا قال العلامة المامقاني في ذيل ترجمة الرّجل : وقد اشتبه الأمر على جامع الرّواة أيضا فخلط من يروى عن القاشاني بمن يروى عن القاساني وذكر الجميع هنا والحال ان الَّذي يروى عن القاشاني بالمعجمة وهو محمد بن الحسن الصفار والَّذي يروى عن القاساني بالمهملة محمد بن أحمد بن يحيى والحسن بن محمد وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله وسهل بن زياد وينبغي المداقة التامة في السند الَّذي فيه أحدهما لكثرة اشتباه أحدهما بالاخر ( انتهى ) ( م - ط )
108
نام کتاب : الرسائل نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 108