وقع في التمر أيضا [1] ، كما ذكرنا في طي أدلتنا . فإن قلت : تقريبك هناك كان مبنيا على الفرق بين الغليان والسكر . قلت : ذلك التقريب بناء على إتمام الدليل على مذاق المتأخرين ، وإلا فالرواية ظاهرة في مساواة التمر للعنب ، فإن كان العنب بالغليان يصير مسكرا جزما ومحتمل السكر فالأمر كما ذكر هاهنا ، وإلا فالأمر كما ذكر هناك . ومن جملة الأخبار ، الأخبار الكثيرة الواردة في عدم شرب ما زاد مكثه [2] عن يوم ، الظاهرة في خوف عروض السكر إن زاد [3] ، ويظهر من حديث عمار أن بزيادة المكث يخاف عروض النشيش [4] . فظهر من ملاحظة المجموع أن النشيش يتحقق به السكر جزما أو احتمالا ، كما هو الظاهر من القدماء ، والشهيد ( رحمه الله ) فهم من تلك الأخبار النشيش [5] ، ولعله بملاحظة [ رواية ] عمار وغيرها ، لكن مع ذلك لا شك في دلالة الأخبار على الخوف من عروض السكر . ومما يؤيد ، ما رواه سماعة قال : " سألته عن التمر والزبيب ، يطبخان للنبيذ ؟ فقال : لا ، وقال : كل مسكر حرام ، وقال : [ قال ] رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [ كل ] ما أسكر كثيره فقليله حرام ، وقال : لا يصلح في النبيذ الخميرة . . " [6] . وجه الدلالة ، أن المعصوم ( عليه السلام ) حكم بالمنع بمجرد الطبخ ، كما هو ظاهر الرواية ، وقوله : " قال : كل مسكر حرام " إن كان كلاما على حدة فالمطلوب
[1] الكافي : 6 / 393 . [2] في النسخ الخطية : ( في عدم شرب ما حداو مكثه ) ، والظاهر أن ما أثبتناه هو المراد . [3] في النسخ الخطية : ( عروض السكران إن زاد ) ، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه . [4] الكافي : 6 / 424 الحديث 1 ، وسائل الشيعة : 25 / 289 الحديث 31930 . [5] لاحظ ! الدروس الشرعية : 3 / 16 . [6] الكافي : 6 / 409 الحديث 8 ، وسائل الشيعة : 25 / 338 الحديث 32066 .