عنه ، ومن ذلك قول الصدوق في أول " الفقيه " ، وقول الشيخ ، وغيرهما . [ و ] في كتابه " العلل " أيضا ذكر أخبارا كثيرة لا تحصى ، غير قائل بظاهرها قطعا ، بل وربما لم يقل ببعضها أصلا ، ومع ذلك لم يذكر [1] توجيه لها أصلا . . مثل : ما روى في باب علة الخلق " أن الله تعالى قال لآدم ( عليه السلام ) : تكلم ، فإن روحك روحي وطبيعتك من خلاف كينونتي - إلى أن قال تعالى - خالفت بين صورهم - أي صور أولاد آدم - وأجسامهم وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم ، فجعلت منهم السعيد والشقي " . . إلى آخر الحديث [2] . وكله في غاية الإشكال . مثل ما ذكر وروى أيضا فيه الحديث المشكل المشهور المتضمن لقوله تعالى : " ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في قبض نفس المؤمن - إلى قوله - ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا " [3] الحديث . وروى في " العلل " : " أن إدريس النبي ( عليه السلام ) كان إحدى أذنيه أعظم من الأخرى " [4] . إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة ، ولم يتعرض لتوجيه ، ولا لرد أصلا ، بل أظهر في مقامات متعددة منه أن كتابه ليس كتاب فتواه والعمل ، بل كل رواية تضمنت علة [5] أذكرها ، فلاحظ وتأمل .
[1] في النسخ : ( أن يذكر ) ، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه . [2] علل الشرائع : 1 / 10 الحديث 4 . [3] علل الشرائع : 1 / 12 الحديث 7 ، وفيه : ( ما ترددت في شئ أنا فاعله مثل ترددي . . ) . [4] علل الشرائع : 1 / 27 الحديث 1 . [5] في النسخ الخطية : ( تضمنت بمثله ) ، والظاهر أن الصحيح ما أثبتناه .