مع أن هذه الرواية في " الاستبصار " هكذا : " ربما غم علينا الهلال في شهر رمضان " [1] ، ولا شك في أنه هو الصواب ، وحمل ما في " التهذيب " على السهو حتى القائل باعتبار الرؤية قبل الزوال مثل صاحب " الوافي " [2] . ويؤيده أن الشيخ استدل به في " التهذيب " [3] على مطلوبه [4] ، وأن ما في " الاستبصار " أضبط مما في " التهذيب " في جميع المواضع كما لا يخفى ، وأنه صنف بعده ، وفي الغالب أن ما بعد أضبط ، ووجهه واضح . السابع : ما رواه في الصحيح عن محمد بن قيس ، عن الباقر ( عليه السلام ) : " إذا رأيتم الهلال فأفطروا ، أو شهد عليه عدل من المسلمين ، وإن لم تروا الهلال إلا من وسط النهار وآخره [5] فأتموا الصيام إلى الليل ، وإن غم عليكم ، فعدوا ثلاثين ليلة ثم أفطروا " [6] . ولا يخفى الدلالة على المطلوب من قوله : " إذا رأيتم الهلال فافطروا " ، بعد ما قلناه في دلالة الأخبار المتواترة ، لأن العبارة واحدة . مع أنه ( عليه السلام ) تعرض لذكر النهار ، فتعين كون المراد الرؤية المعهودة . مع أن قوله ( عليه السلام ) : " أو شهد عليه عدل . . إلى آخره " أيضا قرينة ، لأن المتبادر الشهادة بالنحو المتعارف ، مع أن قوله ( عليه السلام ) : " إلا من وسط النهار " أعم
[1] الاستبصار : 2 / 73 الحديث 221 . [2] الوافي : 11 / 148 ذيل الحديث 10585 . [3] تهذيب الأحكام : 4 / 177 الحديث 490 . [4] العبارة في ألف : ( مع مطلوبه ) ، وفي ب ، ج ساقطة ، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه . [5] كذا ، وفي المصدر : ( وسط النهار أو آخره ) . [6] تهذيب الأحكام : 4 / 158 الحديث 440 ، وسائل الشيعة : 10 / 278 الحديث 13410 .