نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 537
الانصاف . وأما ما حملوهما عليه جبراً ، فأنت خبير بأنه لا يخلو من الاعتساف ، فتأمل . واعلم أن مما هو كالنص في التخيير ما رواه الصدوق في أماليه باسناده عن الصادق عليه السّلام أنه قال : أحب للمؤمن أن لا يخرج من الدنيا حتى يتمتع ولو مرة ، ويصلي الجمعة ولو مرة . والعجب من المستدل أنه نقله في آخر رسالته هذه ، ثم قال : ولا دلالة فيه على التخيير ، لأنهم كانوا في زمن التقية ولم يتيسر لهم المواظبة عليها ، فكانوا يغتنمون الفرصة في ادراكها إذا تيسرت ، فالتخيير عارض [1] . وغفل أن المؤمن مفرد محلى باللام ، فهو يفيد الاستغراق الحقيقي ، لكون المقام خطابياً على قياس قوله عليه السّلام « المؤمن عز كريم والمنافق خب لئيم » فهو شامل بجميع أفراد المؤمنين الموجودين في عهده عليه السّلام وغيرهم من الموجودين في سائر الأزمنة ، فإذا خصصه بالموجودين في عصره عليه السّلام فقد نقض بنيان كل ما بناه في هذه الأبواب ، وصار كالتي نقضت غزلها من بعد قوة . وأيضاً فإنه عليه السّلام نظم المتعة والجمعة في سلك واحد ، ولا شبهة في أن استحباب المتعة ثابت لكل مؤمن يصلح لان يتمتع إلى يوم القيامة ، فلو حمل استحباب الجمعة على بعض الوجوه لزم تهافت الكلام واختلاف حكم السنن بغير مائز ، إلى غير ذلك مما قالوا نظيره سابقاً ، فما هو جوابهم عن هذا فهو جوابنا عن ذاك . ثم لا يذهب عليك أن هذا الخبر وأمثاله صريح في أن وجوبها العيني انما يتعين في زمان حضور الإمام عليه السّلام إذا كان على وجه السلطنة والاستيلاء ، كما ذهب إليه جماعة من الأصحاب ، والحق معهم لما دريت في الأبواب ، فتذكر وتأمل . قال : ومنها موثقة عبد الملك عن الباقر عليه السّلام قال : مثلك يهلك ولم يصل فريضة