نام کتاب : الرسائل الفقهية نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 508
لهم كذا وكذا كتباً حتى يذكرون له كتاب المشيخة ، وان فلاناً بوبه كما في ترجمة بشير وداود بن كوره وغيرهما ، ويتطرقون إليهم والى كتبهم بطرق متعددة وغير متعددة ، وكانوا يتلذون عند الشيوخ المتفرقين في أقاصي البلاد وأدانيها شرقاً وغرباً ، ويحصلون ذلك العلم في الدهور المتطاولة والأزمان الخالية مع تعب عظيم وإملاق كثير ، وخوف زائد من المخالفين تقية . وترى أيضاً أنهم يدققون ويفتشون في أن هذا الكتاب له أو الرواية ، كما في ترجمة محمد بن قيس البجلي وغيره ، ولو لم يكن كون الرجل صاحب أصل وكتاب وتأليف ورواية ، مع عدم التصريح بذم فيه مدحاً كلياً معتبراً شرعاً على ما ذكرنا ، لكان ذكر ما ذكر في محل العبث ، كما في كتاب رجال الشيخ رحمه الله كما لا يخفى . وفي خطب كتاب رجال الشيخ وفهرسته وكتاب النجاشي رحمه الله تصريح بما ذكرنا ، حيث قال : أما بعد فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف أطال الله بقاءه وأدام توفيقه من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم ولا مصنف - الخطبة [1] . ويظهر منها أن مدح الرجل بأن له مصنفاً وكتاباً أزيد وأكثر اعتباراً من مدحه بأن له أصلا ، إذ بالأول يدفع تعيير المخالفين علينا لا بالثاني ، فإنه يتضمن العلو في العلم مع تعب صاحبه واجتهاده في الدين ، وتقضي عمره في تحصيل ما يعنيه ويجب عليه ، ويعتبر في الدنيا والآخرة . والأصل على ما يظهر هو مجمع عبارات الحجة عليه السّلام بعينها فقط ، من غير أن يكون معنا اجتهاد واستنباط وغير ذلك . والكتاب والمصنف يشتمل مع ما ذكر على الاستدلالات والاستنباطات وعقلا .