الشيرازي - طيب اللَّه رمسه - فانقطع إليه واقتصر في الدرس عليه . ولما هاجر السيد المجدّد من النجف الأشرف إلى سامراء في سنة 1291 ه حيث مرقد الإمامين الهمامين أبي الحسن الهادي وأبي محمد العسكري - صلوات اللَّه عليهما - صحبه السيد الفشاركي وتوطَّن معه وصار من أفضل مقرّبيه وخيرة خواصّه وتلاميذه . قال الفقيه المحقق والأصولي المدقّق والأريب المفلَّق الشيخ أبو المجد محمد رضا الأصفهاني - قدّس سرّه - : « . . فآثره - يعني المجدّد لصاحب الترجمة - على جلّ أصحابه حتّى صار عيبة سرّه المصون من العيب ، وخزانة علمه المنزّه من الريب ولما كثرت أشغال العلَّامة المذكور [ المجدّد ] لتحمّله أعباء الإمامة وتفرّده بالرئاسة العامّة ، فوّض أمر التدريس إليه ، واعتمد في تربية الأفاضل عليه ، فقام بتلك الوظيفة بهمّة دونها العيّوق ، وأقام للعلم بها أنفق سوق ، حتى صار كعبة العلم ومطاف أصحابه ، ومنتجع وفد الفضل ومراد طلابه » انتهى . عودته إلى النجف : لمّا ثلم الإسلام برحيل السيّد المجدّد إلى جوار ربّه الكريم في سنة 1312 ه رجع السيد الفشاركي مهاجرا بأهله وأولاده إلى الغري الشريف ، والنجف إذ ذاك مجمع شيوخ الطائفة ، وسدنة العلم ، ومختلف ذوي الفضل والفهم ، فتهافتت عليه طلَّاب المعرفة روّاد العلم وبغاة الحكمة تهافت الفراش السريعة ، فوردت الأفهام لديه من علوم الشريعة أعذب منهل وأصفى شريعة . فشرع في الدرس العمومي في داره الشريفة ، ثمَّ وضع له منبر التدريس في القبّة التي فيها قبر أستاذه المجدّد ، فدرّس هناك فترة من الزمن ، ثمَّ انتقل بدرسه إلى الجامع الهندي . قال الباحث الشهير الآقا بزرك الطهراني - قدّس سرّه - في الجلد المخطوط من نقباء البشر في القرن الرابع عشر حرف الميم : « واشتغل هناك - أي في النجف الأشرف -